للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلمَّا قُتِل عليٌّ وصالَح معاويةُ الحسنَ، ودخَل الكوفةَ، وَلَّاه عليها، وتُوفِّي سنةَ خمسينَ، وقيل: سنةَ إحدَى وخمسينَ بالكوفةِ أميرًا عليها لمعاويةَ، واستَخْلَفَ عليها عندَ موتِه ابنَه عُروةَ، وقيل: بل استخلَف جريرًا، فولَّى معاويةُ حينَئذٍ الكوفة زيادًا مع البصرة، وجمَع له العِرَاقَيْنِ (١)، وتُوفِّي المغيرةُ بنُ شعبةَ بالكوفةِ في دارِه بها في التاريخِ المذكورِ (٢).


= سبقك وتسبق من خلفك، قال: أو غير هذا يا أبا اليقظان؛ إلى أمر هو أرشد من هذا وأصوب؟ ندخل بيوتنا ونضع سلاحنا ونصبر حتى تنجلي ثم نخرج إذا خرجنا ونحن مبصرون، فلا تكن كقاطع السلسلة فرَّ من الضحل فوقع في الغمر، فقال عمار: هيهات أن أعمى بعد إذ كنت بصيرًا، أو أتعلم ممن كنت أعلمه، ولكن يا مغيرة اسمع ما أقول وانظر ما أعمل؛ فإنك لن تراني إلا في الرعيل الأول، قال: فطلع عليهم علي فقال: ماذا يقول لك الأعور يا أبا اليقظان؟ إنه والله ذائب يلبس عزله، ولن يتعلق من الدين إلا ما خالط الدنيا، ويحك يا مغيرة! إن هذه دعوة من دخل فيها فإنها … الجنة .. ، واحْتَسِبْها، فقال المغيرة: أما والله لأنت أعلم مني وأحكم، أما إذ لم أعنك فلن أعين عليك، تفرد به سعيد بن داود عن مالك"، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٠/ ٤٤ من طريق سعيد بن داود به.
(١) في ي، ي ١، خ: "العراق".
(٢) بعده في غ، ر، م: "ولما قتل عثمان، وبايع الناس عليا دخل عليه المغيرة بن شعبة، فقال: يا أمير المؤمنين، إن لك عندي نصيحة، قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة، والزبير بن العوام على البصرة، وابعث معاوية بعهده على الشام حتى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك، قال علي: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما، وأما معاوية فلا والله لا أراني الله مستعملا له، ولا مستعينا به، ما دام على حاله، ولكني أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون، فإن أبي حاكمته إلى الله، وانصرف عنه المغيرة مغضبا لما =