للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال رسولُ اللهِ لبعضِ مَن لم يَشهَدْ بدرًا وقد رَآه يمشِي بينَ يَدَي أبي بكرٍ : "تَمْشِي بينَ يَدَيْ مَن هو خيرٌ مِنكَ؟ " (١)، وهذا لأَنَّه قد كان أعلمَنا (٢) ذلك في الجملةِ لمَن شهِد بدرًا والحُدَيبِيةَ.

ولكُلِّ طبقةٍ منهم منزِلةٌ معروفةٌ وحالٌ مَوصوفةٌ، وسنذكُرُ في بابِ كلِّ واحدٍ منهم ما بَلَغَنا مِن [ذلك عنهم] (٣) إن شاءَ اللهُ تعالى.

وبعدُ، فإنَّ العلمَ مُحِيطٌ بأنَّ السُّنَنَ أحكامٌ جاريةٌ على المرءِ في دِينِه في خاصَّةِ نفسِه وفي أهلِه ومالِه، ومعلومٌ أنَّ مَن حُكِمَ بقولِه، وقُضِيَ بشَهادَتِه، فلا بُدَّ مِن معرفةِ اسمِه ونَسبِه وعَدالَتِه والمعرفةِ بحالتِه، ونحنُ وإن كان الصَّحابةُ قد كُفِينا البحثَ عن أحوالِهم؛ لإجماعِ أهلِ الحقِّ مِن المسلمين، وهم أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ، على أنَّهم كُلَّهم عُدُولٌ، فواجِبٌ الوقوفُ على أسمائِهم، والبحثُ عن سِيَرِهم وأحوالِهِم؛ ليُهْتَدَى (٤) بهَدْيِهِم؛ فَهُم خيرُ مَن سُلِكَ سبيلُه، واقتُدِي به، وأَقَلُّ ما في ذلك معرفةُ المُرسَلِ مِن المُسنَدِ، وهو عِلمٌ جَسِيمٌ لا يُعْذَرُ أحدٌ يُنسَبُ إلى علمِ الحديثِ بجَهلِه، ولا خلافَ


(١) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٣٧)، وابن أبي عاصم في السنة (١٢٢٤)، والآجري في الشريعة (١٣١٠) من حديث أبي الدرداء.
(٢) ط: "أعلمهما"، وفي الحاشية: "عنده: أعلمنا"، وفي ي ١: "أعلمهم".
(٣) في خ: "فضائلهم ذلك"، وفي ط، ي ١: "فضائلهم"، وفي ي، هـ: "ذلك"، وفي حاشية "ط": "من ذلك".
(٤) في ي: "لنهتدي"