للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَلِمْتُه بينَ العلماءِ أنَّ الوقوفَ على معرفةِ أصحابِ رسولِ اللهِ مِن أَوكَدِ علمِ الخاصَّةِ، وأرفعِ عِلمِ (١) الخبرِ، وبه سادَ أهلُ السِّيَرِ.

وما أَظُنُّ أهلَ دِينِ مِن الأديانِ إلَّا وعلماؤُهم مُعتَنُون (٢) بمعرفةِ أصحابِ أنبيائِهِم؛ لأنَّهم الواسطةُ بينَ النَّبِيِّ وأُمَّتِه.

وقد جمَع قومٌ مِن العلماءِ في ذلك كُتُبًا صَنَّفُوها، فنَظَرتُ إلى كثيرٍ ممَّا صنَّفُوه (٣) في ذلك، وتأمَّلْتُ ما أَلَّفُوه، فرَأيتُهم قد طَوَّلوا في بعضِ ذلك وأكثَروا مِن تَكْرَارِ الرَّفعِ في الأنسابِ ومخارجِ الرِّواياتِ، وهذا -وإنْ كان له وَجهٌ- فهو تَطوِيلٌ على مَن أَحَبَّ علمَ ما يُعْتَمَدُ عليه مِن أسمائِهم ومعرفتِهم، وهم مع ذلك قد أضرَبوا عن التَّنبِيهِ على عُيُونِ أخبارِهم التي يُوقَفُ بها على مَرَاتِبِهم، ورأيتُ كلَّ واحدٍ منهم قد وصَل إليه مِن ذلك شيءٌ ليس عندَ صاحبِه، فرأيتُ أنْ أَجمَعَ ذلك وأَختصِرَه، وأُقَرِّبَه على مَن أرادَه.

وأَعتَمِدُ في ذلك على النُّكتِ التي هي البُغْيَةُ مِن المعرفةِ بهم، وأُشِيرُ إلى ذلك بأَلطفِ ما يُمكِنُ، وأَذكُرُ عُيُونَ فضائلِ ذي الفضلِ (٤) منهم وسابِقتَه ومَنزِلتَه، وأُبَيِّنُ مَراتِبَهم بأَوجزِ ما تَيسَّر وأَبلَغِه، ليَستَغنِيَ اللَّبِيبُ بذلك، ويَكفِيَه عن قراءةِ التَّصنِيفِ الطَّويلِ فيه،


(١) بعده في م: "أهل"
(٢) في ي، خ: "معنيون".
(٣) في ط: "صنفوا"، وفي الحاشية كالمثبت.
(٤) في ي: "الفضائل".