للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكَر عمرُ بنُ شَبَّةَ، عن شُيُوخِه مِن أهلِ الأخبارِ، أَنَّ المُثَنَّى بنَ حارثةَ كان يُغِيرُ على أهلِ فارسَ بالسَّوَادِ، فبلَغ أبا بكرٍ والمسلمين خَبَرُه، فقال عمرُ: مَن هذا الذي (١) تَأتِينا وَقائِعُه قبلَ معرفةِ نَسَبِه؟ فقال له قيسُ بنُ عاصمٍ: أَمَا إنَّه غيرُ خامِلِ الذِّكرِ، ولا مجهولِ النَّسَبِ، ولا قليلِ العددِ، ولا ذَلِيلِ العمارِةِ (٢)، ذلك المُثَنَّى بنُ حارثةَ الشَّيْبانيُّ، ثم إنَّ المُثَنَّى قدِم على أبي بكرٍ، فقال له: يا خليفةَ رسولِ اللَّهِ، ابعَثْني على قومِي؛ فإنَّ فيهم إسلامًا، أُقاتِلُ بهم أهلَ فارسَ، وأكْفِيك أهلَ ناحِيتي مِن العدوِّ، ففعَل ذلك أبو بكرٍ، فقَدِمَ المُثَنَّى العراقَ، فقاتَل وأغارَ على أهلِ فارسَ ونَواحِي السَّوَادِ حَولًا مُحَرَّمًا، ثم بعَث أخاه مسعودَ بنَ حارثةَ إلى أبي بكرٍ يَسْألُه المَدَدَ، ويقولُ: إن أمدَدتَني وسَمِعتُ بذلك العربُ أسرَعوا إليَّ، وأَذَلَّ اللَّهُ المُشرِكين، مع أنِّي أُخبِرُك يا خليفةَ رسولِ اللَّهِ أنَّ الأعاجمَ تَخافُنا وتَتَّقينا، فقال له عمرُ: يا خليفةَ رسولِ اللَّهِ، ابعَثْ خالدَ بنَ الوليدِ مَدَدًا للمُثَنَّى بن حارثةَ يكونُ قريبًا مِن أهلِ الشامِ، فإنِ استغنَى عنه أهلُ الشامِ ألحَّ على أهلِ العراقِ حتَّى يفتحَ (٣) اللَّهُ


= والنباج: قيل: في بلاد العرب نباجان؛ أحدهما على طريق البصرة، يقال له: نباج بني عامر، وهو بحذاء فيد، والآخر نباج بني سعد بالقريتين. .، وقيل: النباج قرية في بادية البصرة، مراصد الاطلاع ٣/ ١٣٥٢.
(١) في ر، غ: "الفتى".
(٢) في م: "الغارة".
(٣) في ي، ي ١، غ: "يقيم".