للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= صائمًا وحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال: هل عندك من طعام؟ فقالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته نائمًا، قالت: خيبة لك! فلما انتصف النهار غُشي عليه، فذكر ذلك للنبي فنزلت عليه هذه الآية ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾، ففرحوا بها فرحًا شديدًا ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾، حدثنا عمرو بن عون، عن هشيم، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كانوا إذا نام الرجل قبل أن يطعم لم يأكل شيئًا إلى مثلها، وإذا نام قبل أن يجامع لم يجامع إلى مثلها، فانصرف شيخ من الأنصار يقال له: صرمة بن مالك الأنصاري ذات ليلة إلى أهله وهو صائم، فقال: عشوني، فقالوا: حتى نجعل لك طعامًا سخنًا تفطر عليه، فوضع الشيخ رأسه فغلبته عيناه فنام، فجاءوا بالطعام وقد نام، فقالوا: كل، فقال: قد نمت، فترك الطعام وبات ليلته يتقلب ظهرًا لبطنه، فلما أصبح أتي به النبي فذكر ذلك له، وقام عمر بن الخطاب ، فقال: يا رسول الله، إني أردت أهلي البارحة على ما يريد الرجل أهله، فقالت: إنها نامت، فطلبتها تغتسل [الصواب: فظننتها تعتل] فواقعتها فأخبرتني أنها كانت نائمة، فأنزل الله تعالى في صرمة بن مالكٍ ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾، ونزل في عمر بن الخطاب ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ إلى آخر الآية، هكذا ذكر الكشي في السند الأول: قيس بن صرمة، وذكر في السند الثاني: صرمة بن مالكٍ، وذكر البخاري، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن [الصواب: عن] أبي إسحاق، عن البراء بن عازب: قيس بن صرمة أنه الذي أنزلت في سببه وسبب عمر بن الخطاب ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ … ، وخرجه لعبيد الله بنصه، وقد قال قوم: إنها نزلت في صرمة بن قيس، فهما رجلان، والله أعلم بسبب من منهما نزلت هذه الآية، ولم يذكر أبو عمر في الصحابة قيس بن صرمة المذكور في هذه القصة عند بعض العلماء، واستدرك عليه ذكره".
وقال سبط ابن العجمي: "بخط كاتب الأصل في الهامش ما لفظه: ع: قيل: إن الذي نزلت الآية بسببه قيس بن صرمة، قال أبو إسحاق، عن البراء بن عازب، ذكره البخاري، =