للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابنُ إسحاقَ (١): كان رجلًا قد تَرَهَّبَ في الجاهليةِ، ولبِس المُسوحَ، وفارَق الأوثانَ، واغتَسَلَ مِن الجَنابةِ، واجْتَنَبَ الحُيَّضَ مِن النِّساءِ، وهَمَّ بالنَّصرانيَّةِ، ثم أمسَك عنها، ودخَل بيتًا له فاتَّخَذَه مسجدًا لا تَدخُلُ عليه فيه طامِثٌ ولا جُنُبٌ، وقال: أعبُدُ رَبَّ إبراهيمَ، وأنا على دينِ إبراهيمَ، فلم يَزَلْ كذلك حتى قدِم النبيُّ المدينةَ، فأسلَم وحَسُنَ إسلامُه، وهو شيخٌ كبيرٌ (٢)، وكان قَوَّالًا بالحقِّ، يُعَظِّمُ اللهَ في جاهِليتِهِ، ويقولُ أشعارًا في ذلك حسانًا، فذكَر له أشعارًا منها (٣) قولُه:

يقولُ أبو قَيسٍ وأصبحَ ناصِحًا … ألَا ما استَطَعْتُم مِن وَصَاتيَ فافعَلوا

وهي سِتَّةُ أبياتٍ قد ذكَرتُها في بابِه في بابِ الكُنَى.

ومنها قولُه أيضًا:

سَبِّحوا اللهَ شرقَ كلِّ صَباحٍ … طَلَعَتْ شَمْسُه وكلَّ هِلَالِ

وهي خمسةَ عَشَرَ بيتًا قد ذكرتُ أكثرَها في بابِه في (٤) الكُنَى (٥).


= عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل عن أبي إسحاق"، البخاري (١٩١٥)، والإصابة ٥/ ٢٤٨ وما بعدها.
(١) سيرة ابن هشام ١/ ٥١٠.
(٢) بعده في هـ: "فلم يزل كذلك حتى قدم النبي المدينة".
(٣) في ط: "من ذلك".
(٤) في ط: "من".
(٥) سيأتي في ٧/ ٣١٦.