للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: نَعَم، كانت فيه دُعابَةٌ (١).

قال (٢) اللَّيثُ: وكان قد أسرَه (٣) الرومُ في زمنِ عمرَ بن الخطَّابِ، فأرادوه على الكفرِ، فعصَمه اللهُ حتَّى أنجاه منهم (٤)، ومات في


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٧/ ٣٥٦ من طريق الزبير به.
(٢) هكذا جاءت هذه الفقرة بتمامها في جميع النسخ، وكان حقها أن تكون قبل قول خليفة في الصفحة بعد القادمة.
(٣) في ط: "أسرته"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٤) في حاشية خ: "روَى أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن جعفر القطان، عن عبد الله، عن عبد العزيز بن مسلم، عن ضرار بن عمرو، عن أبي رافع، قال وجه عمر إلى الروم، فأسر رجل من أصحاب النبيّ يقال له: عبد الله بن حذافة، قال: فأتوا به طاغية الروم، فقالوا: هذا من صحب محمد، فدعا به، فقال: هل لك أن تتنصر وأشركك في ملكي وسلطاني؟ فقال: لا، لو أعطيتني كل شيء تملكه وكل شيء تملكه العرب على غير دين محمد طرفة عين ما فعلت، قال: إذن أقتلك، قال: أنت وذاك، قال: فأمر به، قال: ثَمَّ دعاه، فقال للرماة: ارموه ولا تصيبوا له مقتلًا، ارموه قريبًا من يديه، ارموه قريبًا من رجليه، قال: وهو يدعوه إلى النصرانية، وهو يأبى، قال: ثَمَّ أمر به فأنزل، فأمر بقدر فغليت حتى احترقت ثَمَّ دعا بأسيرين من أسرى المسلمين سوى عبد الله بن حذافة، فطرح أحدهم في القدر، وهو يدعوه إلى النصرانية وهو يأبى، ثَمَّ أمر بالآخر فطرح فيها، ثَمَّ أمر بعبد الله بن حذافة، فلما ذهب به بكى، فقيل له: إنه قد بكيّ، وظن أنه قد جزع، فقال: ردوه، قال: ما تقول فيما يعرض عليك من أمر النصرانية؟ فأبى، فقال له: ما أبكاك، قال: بكيت أنها نفس واحدة تلقى في هذه القدر فتذهب، وكنت أحب أن يكون بكل شعرة في جسدي نفس تلقى هذا في الله تعالى، فقال: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: نعم، قال عبد الله: تفكرت قلت: عدو من أعداء الله أقبل رأسه ويخلي عني وعن أسارى المسلمين، فدنوت، فقبلت رأسه، ودفع إليَّ الأسارى، فجاء بهم حتى قدم على عمر، فأخبره بما صنع، قال: وجب على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ، فبدأ عمر فقبل رأسه"، أخرجه ابن منده في المستخرج من كتب الناس للتذكرة ١/ ٥٦، والبيهقي في شعب الإيمان (١٦٣٩) - ومن طريقه =