للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[يا رسولَ اللهِ] (١)، وأنت العزيزُ، وقال لرسولِ اللهِ : إِنْ أَذِنتَ لي في قَتلِه قَتَلتُه؟!، فقال رسولُ اللهِ : "لا يَتحدَّثُ النَّاسُ أَنَّه (٢) يَقْتُلُ أصحابَه، ولكن بَرَّ أباكَ وأحسِنْ صُحْبَتَه"، فلمَّا ماتَ سألَه ابنُه الصَّلاةَ عليه، فنزَلَت: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا﴾ الآية [التوبة: ٨٤]، فسأله أن يَكْسُوَه قميصَهُ يُكَفَّنُ فيه، لعلَّه يُخَفَّفُ عنه، ففعَل (٣).

حدَّثنا عبدُ الوارثِ، حدَّثنا قاسمٌ، حدَّثنا الخُشَنيُّ، حدَّثنا محمدُ ابنُ بَشَّارٍ، حدَّثنا يحيى بنُ سعيدٍ عُبيدٌ (٤)، حدَّثنا عبيدُ اللهِ بنُ عمرَ (٥)، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، قال: جاء عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ إلى النبيِّ حينَ ماتَ أبوه، فقال: أعطِني قميصَك أُكَفِّنْه فيه، وصَلِّ عليه، واستغفِرْ له، فأَعْطاه قميصَه، وقال: "إذا فرَغتُم فآذِنوني"، فلمَّا أرادَ أن يُصَلِّيَ عليه جذَبه عمرُ، وقال: أليسَ قد نهَى اللهُ أَن تُصَلِّيَ على المُنافِقِينَ؟! فقال رسولُ اللهِ : "أنا بينَ خِيرَتَينِ: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [التوبة: ٨٠] "، فصَلَّى عليه، فأنزَل اللهُ ﷿: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ [التوبة: ٨٤]، فترَك الصَّلاةَ عليهم (٦).


(١) سقط من: ي، هـ، وحاشية ط.
(٢) في ر: "أن محمدًا".
(٣) ذكره ابن هشام في سيرته ٢/ ٢٩٢، ٢٩٣، وابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ١٩٣.
(٤) في ي، م: "عبد".
(٥) في ط: "عمرو"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٦) أخرجه الترمذي (٣٠٩٨) -ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ١٩٣ - والبيهقي =