للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

موسى، حدَّثنا ابنُ أبي ليلى، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، قال: أخَذ النَّبِيُّ بِيَدِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، فأتَى به (١) النَّخَل، فإذا ابنُه إبراهيمُ في حجْرِ أُمِّهِ وهو يَجُودُ بنفسِه، فأخَذه رسولُ اللهِ فوضَعَه فِي حَجْرِهِ، ثمَّ قال: "يا إبراهيمُ، إنَّا لا نُغنِي عنك مِن اللهِ شيئًا"، ثمَّ ذَرَفَت عَيناه، ثمَّ قال: "يا إبراهيمُ، لولا أَنَّهُ أَمرٌ حَقٌّ، ووَعدٌ صِدقُ، وأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ أَوْلَنَا، لَحَزِنَّا عليك حُزْنًا هو أَشَدُّ مِن هذا، وإِنَّا بك يا إبراهيمُ لمَحزُونونَ، تَبْكِي العينُ، ويَحْزَنُ القلبُ، ولا نقولُ ما يُسْخِطُ الرَّبَّ" (٢).

وحدَّثنا خلفُ بن قاسمٍ، قال: حدَّثنا الحسنُ، حدَّثنا أبو بشرٍ، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ يعقوبَ، حدَّثنا عَفَّانُ بنُ مسلمٍ، حدَّثنا سليمانُ بنُ المُغِيرَةِ، حدَّثنا ثابِتٌ، عن أنسٍ قال: لقد رأيتُ إبراهيمَ (٣) وهو يَكِيدُ بنفسِه بينَ يَدَيِ النَّبيِّ ، فَدَمَعَتْ عَينا رسولِ اللهِ ، فقال: "تَدْمَعُ العينُ، وَيَحْزَنُ القلبُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي الرَّبَّ، وإِنَّا بِكَ يا إبراهيمُ لمَحزونونَ" (٤).

ووافَق موتُه كُسُوفَ الشَّمسِ، فقال قومٌ: إِنَّ الشَّمسَ انكَسَفَتْ لمَوتِه، فخَطَبَهم رسولُ اللهِ ، فقال: "إنَّ الشَّمسَ والقمرَ


(١) بعده في هـ، م: "إلى".
(٢) أخرجه عبد بن حميد (١٠٠٤) عن عبيد الله بن موسى به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ١١٤، والترمذي (١٠٠٥)، والبيهقي في السنن الكبير (٧٢٣٥)، وفي الشعب (٩٦٨٤، ٩٦٨٥) من طريق ابن أبي ليلى به.
(٣) بعده في خ: "ابن النبي ".
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ١١٦، وأحمد ٢٠/ ٣١٦ (١٣٠١٤) عن عفان بن مسلم به، وتقدم في ص ٩٧، ٩٨.