للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قديمًا في أَوَّلِ الإسلامِ، رُوِّينا عنه مِن وُجُوهٍ أَنَّه قال: أُلقِي في رُوعِي أنَّ عبادةَ الأوثانِ باطلٌ، فسمِعني رجلٌ وأنا أَتَكَلَّمُ بذلك، فقال: يا عمرُو، إنَّ بمكةَ رجلًا يقولُ كما تقولُ، قال: فأقبَلْتُ إلى مكةَ أَوَّلَ ما بُعِث رسولُ اللهِ ، وهو مُسْتَخْفٍ، فقيل ليّ: إنَّك لا تَقدِرُ عليه إلا بالليلِ حينَ يطوفُ، فَقُمْتُ (١) بينَ يَدَيِ الكعبةِ، فما شَعَرْتُ إلا بصوتِه يُهَلِّلُ، فَخَرَجتُ إليه، فقلتُ: مَن أنتَ؟ فقال: "أنا نبيُّ اللهِ"، فقلتُ: وما نبيُّ اللهِ؟ فقال: "رسولُ اللَّهِ"، قلتُ: وبِمَ أرسَلَك؟ قال: "بأن يُعْبَدَ اللَّهُ وحدَه لا يُشرَكَ به شيئًا، وتُكْسَرَ الأوثانُ، وتُحقَنَ الدِّماءُ"، قلتُ: ومَن معك على هذا؟ قال: "حُرُّ وعبدٌ"، يعني أبا بكرٍ وبلالًا (٢)، فقلتُ: ابْسُطُ يدَك أُبايِعْك، فبايَعتُه على الإسلامِ، قال: فلقد رأيتُني وأنا رُبُعُ (٣) الإسلامِ، قال: وقلتُ: أُقِيمُ معك يا رسولَ اللهِ؟ قال: "لا، ولكنِ الْحَقِّ بقومِك، فإذا سمِعْتَ أنِّي قد خَرَجْتُ فَاتَّبِعْني"، قال: فلَحِقْتُ بقومي، فمَكَثَتُ دهرًا مُنتظِرًا خبرَه حتَّى أَتَتْ رُفْقَةٌ مِن يثربَ، فسألتُهم عن الخبرِ، فقالوا: خرَج محمدٌ من مكة إلى المدينةِ، قال: فارتَحلتُ حتَّى أَتَيْتُه، فقلتُ: أتعرِفُني؟ قال: "نعم، أنتَ الرَّجلُ الذي أَتَيتَنا بمكةَ"، وذكَر حديثًا (٤) طويلًا (٥).


(١) في م: "فنمت".
(٢) في حاشية خ: "صوابه زيد بن حارثة بدل بلال"، والمثبت موافق لما في المصادر.
(٣) في هـ: "رابع".
(٤) في م: "خبرًا".
(٥) سيأتي تخريجه في آخر الترجمة.