للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطان أحمد خان العثماني قد أشار إلى ترجمته بالتركية، فباشر ذلك إمامه المولى مصطفى، ولم يوفق إلى إتمامه، فمات وقد وصل إلى حرف الحاء، ثم باشر المولى كمال الدين محمد بن أحمد المعروف بطاش كبري زاده، ولما وصل إلى حرف الراء مات، فبقي ناقصًا".

رتَّب ابن عبد البر تراجم كتابه ترتيبًّا أبجديًّا؛ حسب الترتيب السائد في المغرب والأندلس، وجعل له مقدمة جامعة، أتى فيها على ذكر أهمية الاعتناء بالسنة النبوية، باعتبارها الأداة "المُبيِّنة لمراد الله ﷿ من مجملات، كتابه، والدالة على حدوده، والمفسرة له" (١)، وأن معرفة ناقليها عن النبي ، وهم الصحابة، من أوْكَد السبُل المُعينة على حفظها.

ثم بيَّن أنَّ عدالة الصحابة ثابتة بمنطوق آيات الذكر الحكيم، وثناء الرسول على فضل صحابته الأكرمين، وبيَّن تفاوت فضلهم وسابقتهم، وحسن بلائهم في المشاهد التي حضروها، ولم يفت ابن عبد البر إيراد الأحاديث الدالة على فضل بعضهم، وبيان منزلتهم في الدين والعلم.

وأشار إلى أن ما يجب معرفته عن الصحابة، هو: اسم الصحابي، ونسبه، والبحث عن سيرته للاقتداء بها، أما عدالته فهي من الأمور البدهية المقطوع بها، ثم استعرض أسماء الكتب التي وضعها أصحابها في هذا اللون من التأليف، منتقدًا طريقة عرضهم لمضامين الترجمة


(١) الاستيعاب ١/ ١.

<<  <  ج:
ص:  >  >>