للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبيَّ ، وأنا شَابٌّ أمرَدُ (١).

قال: ولم أَرَ ناسًا كانوا أَضَلَّ مِن العربِ (٢)، يَجِيئون بالشَّاةِ البيضاءِ فيَعْبُدونَها، فيَجِيءُ الذِّئبُ فيذهَبُ بها، فيأخُذونَ أُخرَى مكانَها يَعْبدونَها، وإذا رَأَوْا صخرةً حسنةً جاءُوا بها وذهَبوا يُصَلُّون إليها، وإذا رَأَوْا صَخْرةً أحسنَ مِن تلك رَمَوْها، وجاءوا بتلك (٣) يَعْبُدونَها (٤).

وكان أبو رجاءٍ يقولُ: بُعِثَ النبيُّ وأنا أَرْعَى الإبلَ على أهلي وأَرِيشُ (٥) وأَبْرِي، فلمَّا سَمِعْنا بِخُرُوجِه لَحِقْنا بِمُسَيلِمةَ (٦).

وكان أبو رجاءٍ رجلًا فيه غَفْلةٌ، وكانَتْ له عبادةٌ، وعُمِّرَ عُمُرًا طويلًا أزيدَ مِن مائةٍ وعشرينَ سنةً، ماتَ سنةَ خمسٍ ومائةٍ في أَوَّلِ خلافةِ هشامِ بنِ عبدِ الملكِ.

ذكَر الهيثمُ بنُ عَدِيٍّ، عن أبي بكرِ بنِ عَيَّاشٍ (٧)، قال: اجتَمع في جِنازةِ أبي رجاءٍ العُطَارِديِّ الحسنُ البَصْرِيُّ، والفرَزْدقُ (٨)،


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٩/ ١٣٨، والبخاري في التاريخ الكبير ٦/ ٤١٠ عن أبي سلمة المنقري به.
(٢) في خ: "الأعراب"، وبعده في م: "كانوا".
(٣) في الأصل: "بأخرى".
(٤) سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٥٤، ٢٥٥.
(٥) في م: "أرشد"، ورشتُ السهمَ: إذا ألزقتَ عليه الريش. الصحاح ٣/ ١٠٠٨ (ر ي ش).
(٦) طبقات ابن سعد ٩/ ١٣٨.
(٧) في غ: "عباس".
(٨) بعده في م: "الشاعر".