للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخيرٌ كثيرٌ، وذاتُ بَيْنٍ حسنٌ، ما على الأرضِ مؤمنٌ يخافُ مؤمنًا إلا بودُّه ويَنْصُرُه ويَأْلَفُه، فلو صبَر الأنصارُ على الأَثَرَةِ لوَسِعَهم ما كانوا فيه مِن العطاءِ والرزقِ (١)، ولكنَّهم لم يَصْبِروا، وسَلُّوا (٢) السَّيف مع [مَن سَلَّ] (٣)، فصارَ عن (٤) الكفارِ مُغْمَدًا، وعلى المسلمين مَسْلولًا إلى يومِ القيامةِ (٥).

وكان عثمانُ رجلًا (٦) رَبْعةً ليس بالقصيرِ ولا بالطَّويلِ، حسنَ الوجهِ، رقيقَ البَشَرةِ، كبيرَ (٧) اللِّحيةِ عظيمَها، أسمرَ اللَّونِ، كثيرَ الشَّعَرِ (٨)، ضخمَ الكَراديسِ (٩)، بعيدَ ما بينَ المَنْكِبين، كان يُصَفِّرُ لحيتَه، ويَشُدُّ أسنانَه بالذَّهَبِ.

وروَى سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عن مِسْعَرٍ، عن عبدِ الملكِ بن عُمَيرٍ، عن موسى بن طلحةَ، قال: أَتَيْنا عائشةَ نَسْأَلُها عن عثمانَ، فقالَتْ:


(١) في هـ: "الأرزاق".
(٢) في هـ: "أرسلوا".
(٣) في هـ: "مرسل".
(٤) في ر: "على"، وفي هـ: "مع".
(٥) أخرجه الطبراني (١٣١) من طريق أسد من موسى به، وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف ٥/ ٥٩٤، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٩/ ٢٢٧ من طريق مبارك به.
(٦) سقط من: ر.
(٧) في هـ: "كثير".
(٨) في هـ: "الشحم".
(٩) الكراديس: رءوس العظام. النهاية ٤/ ١٦٢.