للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبيِّ وهو بمكةَ، وأقامَ معه حتَّى هاجَر إلى المدينةِ مع المقدادِ بن عمرٍو، ثمَّ (١) شهِد بدرًا والمشاهدَ كلَّها، وكان يومَ قدِم المدينةَ ابنَ أربعينَ سنةً، وكان أَوَّلَ مَن نزَل البصرةَ مِن المسلمينَ، وهو الذي اختَطَّها، وقال له عمرُ لمَّا بعَثه إليها: يا عُتْبةُ، إِنِّي أريدُ أن أُوَجِّهَك لتقاتلَ بلدَ (٢) الحيرةِ، لعلَّ الله يفتحُها عليكم، فَسِرْ على بركةِ اللهِ ويُمْنِه، اتَّقِ الله ما استطعتَ، واعلَمْ أَنَّك تأتي حَوْمَةَ العَدُوِّ، وأرجُو أن يُعِينَك اللهُ عليهم، ويَكْفِيكَهم، وقد كَتَبتُ إلى العلاءِ بن الحضرميِّ أن يُمِدَّك (٣) بعَرْفجةَ بن خُزَيمةَ (٤)، وهو ذو مُجاهَدَةٍ للعدوِّ، وذو مُكايَدةٍ (٥)، فشَاوِرْه، وادْعُ إلى اللهِ، فمَن أَجابَك فاقبَلْ منه، ومَن أبَى فالجِزْيةَ عن يدِ مَذَلَّةٍ وصَغَارٍ، وإلَّا فالسَّيْفَ في غيرِ هَوادةٍ، واستنفِرْ (٦) مَن مررْتَ به مِن العربِ، وحُثَّهم على الجهادِ، وكابِدِ (٧) العدوَّ، واتَّقِ الله ربَّك (٨).


(١) سقط من: ر، غ.
(٢) في ر: "بلاد".
(٣) في غ: "يمدكم".
(٤) في حاشية م: "هرثمة. أسد الغابة"، وهو كذلك في تاريخ ابن جرير ٣/ ٥٩٣، والاكتفاء للكلاعي ٢/ ٥٣٥، وفي فتوح البلدان للبلاذري ٢/ ٤١٩: هرثم بن عرفجة، وصوب ابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ٥١٩، وتبعه ابن حجر في الإصابة ٨/ ٤٠٠ - أنه عرفجة بن هرثم، وسيترجم المصنف لعرفجة بن خزيمة في ص ٤٩٧.
(٥) بعده في م: "شديدة".
(٦) في هـ: "استفزز"، وفي غ: "استفز".
(٧) في الأصل، ص، غ: "كايد".
(٨) تاريخ ابن جرير ٣/ ٥٩٣، ٥٩٤، والاكتفاء للكلاعي ٢/ ٥٣٥.