للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مائةَ ناقةٍ ديةَ ابنِها؛ فإنَّها غريبةٌ (١).

وكان قيسُ بنُ عاصمٍ قد حَرَّمَ على نفسِه الخمرَ في الجاهليةِ، وكان سببُ ذلك أنَّه غمَز عُكْنةَ (٢) ابنتِه وهو سكرانُ، وسَبَّ أَبَويها، ورأى القمرَ فتَكَلَّمَ بشيءٍ، وأعطَى الخمَّارَ كثيرًا مِن مالِه، فلمَّا أفاقَ أُخبِر بذلك، فحَرَّمَها على نفسِه، وقال فيها أشعارًا منها قولُه (٣):

رأيتُ الخمرَ صالِحةً وفيها … خِصَالٌ تُفسِدُ الرجلَ الحَلِيمَا (٤)

فلا واللهِ أَشْرَبُها صحيحًا … ولا أشفِي بها أبدًا سَقِيمَا

ولا أُعطِي بها ثَمَنًا حَياتِي … ولا أَدْعو لها أبدًا نَدِيمَا

فإنَّ الخمرَ تَفضَحُ شارِبِيها … وتَجْنِيهم بها الأمرَ العظيمَا

ومن جَيِّدِ قولِه (٥):

إنِّي امرؤٌ لا يَعْتَرِي خُلُقِي … دَنَسٌ يُفَنِّدُه ولا أَفْنُ

مِن مِنْقَرٍ في بيتِ مَكْرُمةٍ … والغُصْنُ يَنْبُتُ حولَه الغُصْنُ

خُطَباءُ حينَ (٦) يقولُ قائِلُهم … بِيضُ الوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسْنُ

لا يَفْطِنون لعيبِ (٧) جارِهِمُ … وهم لِحُسْنِ جِوَارِه فُطْنُ


(١) أنساب الأشراف ١٢/ ٢٦٣، ٣١٣، والمجالسة وجواهر العلم (٨٠٤، ٣٣٢٨).
(٢) العُكَن، جمع عُكْنَة: وهي الطيُّ الذي في البطن من السمن، المغرب ١/ ٣٢٤.
(٣) الأبيات في المحبر لابن حبيب ص ٢٣٨، والأشربة لابن قتيبة ص ١٣٥، والأوائل للعسكري ص ٥٠.
(٤) في ر، غ: "الحكيما".
(٥) بعده في م: " "، والأبيات في البيان والتبيين ١/ ٢١٩، وأمالي القالي ١/ ٢٣٩.
(٦) في ر: "حيث".
(٧) في م: "بعيب".