للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الزُّبَيرُ: وحدَّثني إبراهيمُ بنُ حمزة، قال: حدّثني عبد العزيز ابنُ أبي حازمٍ (١)، عن العلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيه، أنَّ أروَى بنتَ أُوَيسٍ اسْتَعْدَتْ (٢) مروانَ بنَ الحكمِ على سعيدِ بنِ زيدٍ في أرضِه بالشجرةِ (٣)، فقال سعيدٌ: كيف أظلِمُها؟ وذكَر مثلَ ما تقدَّم، وأوجَب مروانُ عليه اليمينَ، فترَك سعيدٌ لها ما ادَّعَتْ، وقال: اللّهُمَّ إن كانَتْ أروَى كاذبةً فأَعْمِ بصرَها، واجعَلْ قبرَها في بئرِها، فعَمِيتْ أروَى، وجاء سيلٌ، فأبدَى ضفيرتَها (٤)، فرَأَوْا حَقَّها خارجًا مِن (٥) حقِّ سعيدٍ، فجاء سعيدٌ إلى مروانَ فقال: أقسَمتُ عليكَ لتَرْكَبَنَّ معي ولتَنظُرَنَّ إلى ضفيرتِها، فركِب معه مروانُ، وركِب ناسٌ معهما حتى (٦) نظَروا إليها، ثم إن أروَى خَرَجتْ في بعضِ حاجتِها بعدَ ما عَمِيتْ، فوقعَتْ في البئرِ فماتَتْ، قال: وكان أهل المدينةِ يَدْعُو بعضُهم على بعض يقولون: أَعْماكَ اللهُ كما أعمَى أَرْوَى، يُرِيدونها، ثم صار أهلُ الجهلِ يقولون: أَعْمَاكَ اللهُ كما أعمَى الأَرْوَى، يُرِيدُون الأَرْوَى التي


(١) في هـ: "حاتم".
(٢) في غ: "استعذت".
(٣) في مصدر التخريج: "بالشجوة".
(٤) الضفيرة: مثل المسناة المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة، وضَفْرها: عَمَلُها، من الضفر، وهو النسج، النهاية ٣/ ٩٢.
(٥) في م: "عن".
(٦) بعده في ز ١: "إذا".