للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الباطلِ، فتَعَجَّبَ عمرُ مِن قولِه، وقال: قريشٌ أفضلُ الناسِ أحلامًا (١).

وكان سعيدُ بنُ العاصِي بنِ سعيدِ بنِ العاصِي هذا أحدَ أشرافِ قريشٍ، ممن جمَع السَّخَاءَ والفصاحةَ، وهو أحدُ الذين كتَبوا المصحفَ لعثمانَ، استعْمَله عثمانُ على الكوفةِ، وغَزا بالناسِ طَبَرِسْتانَ فافتَتَحَها، ويُقالُ: إنَّه [افتَتَح أيضًا جُرْجانَ] (٢) في زمنِ عثمانَ سنةَ تسعٍ وعشرين أو سنةَ ثلاثين، وكان أَيِّدًا (٣)، يُقالُ: إِنَّه ضرَب بجُرْجانَ رجلًا على حبلِ عاتقِه، فأخرَج (٤) السيفَ مِن مِرْفقِه.

وقال أبو عبيدةَ: وانتقَضَتْ أذربيجانُ، فغَزاها سعيدُ بنُ العاصِي، فافتَتَحَها، ثم عزَله عثمانُ ووَلَّى الوليدَ بنَ عقبةَ، فمكَث مُدَّةً، [ثم شَكَاه] (٥) أهلُ الكوفةِ فعزَله ورَدَّ سعيدًا، فرَدَّه أهلُ الكوفةِ، وكتَبوا إلى عثمانَ: لا حاجةَ لنا في [سعيدِك ولا وليدِك] (٦).

وكان في سعيدٍ تَجَبُّرٌ وغِلْظَةٌ وشِدَّةُ سلطانٍ (٧)، وكان الوليدُ أسخَى


(١) نسب قريش ص ١٧٦.
(٢) في هـ: "أيضًا غزا جرجان"، وفي غ: "افتتح أيضًا جرجا".
(٣) الأَيْد: القوة، ورجل أَيِّد - بالتشديد - أي: قوي، النهاية ١/ ٨٤.
(٤) في غ: "فخرج".
(٥) في م: "فشكاه".
(٦) في هـ: "سعيد ولا في وليدك"، وفي غ: "سعيد وفي سعيدك ولا وليدك"، تاريخ خليفة ص ١٧٠، وتاريخ دمشق ٢١/ ١٢٤.
(٧) في غ: "السلطان".