للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فذاكَ، وإلا فليَسْتَعِنْ به الوالي، فإنِّي لم أعزِلْه عن عجزٍ ولا خيانةٍ.

ورامَه ابنُه عمرُ بنُ سعدٍ أن يدعوَ [إلى نفسِه] (١) بعدَ قتلِ عثمانَ فأبَى، وكذلك رامَه أيضًا ابن أخيه هاشمُ بنُ عُتْبَةَ، فلمَّا أبَى عليه صار هاشمٌ إلى عليٍّ.

وكان سعدٌ ممن قعَد ولزِم بيتَه في الفتنةِ، وأمَر أهلَه أَلَّا يُخْبِرُوه مِن أخبارِ الناسِ بشيءٍ حتى تجتمعَ الأُمَّةُ على إمامٍ، فطمِع معاويةُ فيه، وفي عبدِ الله بن عمرَ، ومحمدِ بن مسلمةَ، فكتَبَ إليهم يَدْعُوهم إلى عونِه على الطلبِ بدمِ عثمانَ، ويقولُ لهم: إنَّهم لا يُكَفِّرون ما أَتَوْهُ مِن قتلِه وخِذْلانِه إلَّا بذلك، ويقولُ: إِنَّ قاتِلَه وخاذِلَه سواءٌ، في نثرٍ ونظمٍ كتَب به إليهم تركْتُ ذكرَه، فأجابَه كلُّ واحدٍ منهم يَرُدُّ عليه ما جاء به مِن ذلك، ويُنْكِرُ عليه مقالتَه، ويعرِّفُه أنَّه ليس بأهلٍ لِما يَطْلُبُه (٢)، وكان في جوابِ سعدِ بن أبي وَقَّاصٍ له (٣):

مُعَاوِيَ داؤُك (٤) الدَّاءُ العَيَاءُ … وليس لِما تَجِيءُ به دَوَاءُ

أَيَدْعُونِي أَبو حَسَنٍ عَلِيٌّ … فلم أَرْدُدْ عليه ما يَشَاءُ

وقلتُ له اعْطِنِي سيفًا بَصِيرًا (٥) … تَميزُ به العَدَاوَةُ والوَلَاءُ


(١) في م: "لنفسه".
(٢) في م: "يطلب".
(٣) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٧٤ - ٧٦.
(٤) في هـ: "دواي".
(٥) في ز ١: "نصيرًا".