للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إصطخرَ، وقيل: إنَّه مِن عجمِ الفرسِ مِن كَرْمَدَ (١)، وكان مِن فُضلاءِ الموالي، ومِن خيارِ الصَّحابةِ وكبارِهم، وهو معدودٌ في المهاجرين؛ لأنَّه لمَّا أعْتَقَتْه مَوْلاتُه زوجُ أبي حُذَيفةَ تَوَلَّى أبا حُذَيفةَ وتبَنَّاه [أبو حُذَيفةَ] (٢)، فلذلك عُدَّ في المُهاجِرين، وهو معدودٌ أيضًا في الأنصارِ، في بني عُبَيدٍ؛ لعتقِ مولاتِه الأنصاريَّةِ زوجِ أبي حُذَيفةَ له، فهو يُعَدُّ في قريشٍ المهاجرينَ؛ لِما ذكَرْنا، وفي الأنصارِ؛ لِما وصَفْنا، وفي العجمِ؛ لِما تقدَّم ذكرُه أيضًا، ويُعَدُّ في القُرَّاءِ مع ذلك أيضًا، وكان يَؤُمُّ المهاجرينَ بقُبَاءٍ فيهم عمرُ قبلَ أن يَقْدَمَ رسولُ اللهِ المدينةَ (٣).

وقد رُوِي أنَّه هاجَر مع عمرَ بنِ الخطابِ ونَفَرٍ مِن الصَّحابةِ مِن مكةَ، وكان يَؤُمُّهم إذا سافَر معهم؛ لأنَّه كان أكثرَهم قُرآنًا، وكان عمرُ ابنُ الخَطَّابِ يُفْرِطُ في الثَّنَاءِ عليه، وكان رسولُ اللهِ قد آخَى بينَه وبينَ مُعاذِ بنِ ماعصٍ، وقيل: إنَّه آخَى بينَه وبينَ أبي بكر، ولا يَصِحُّ (٤).

وقد رُوِي عن عمرَ أنَّه قال: لو كان سالمٌ حَيًّا ما جَعَلتُها شُورَى (٥).

وذلك بعدَ أن طُعِنَ فجعَلها شُورَى، وهذا عندي على أنَّه كان


(١) في هـ: "كمرد"، جامع الأصول ١٢/ ٤٣١، والوافي بالوفيات ١٥/ ٥٧، وعمدة القاري ٢٠/ ٨٤.
(٢) سقط من: ز ١.
(٣) سقط من: ف.
(٤) بعده في م: "ذلك".
(٥) أسد الغابة ٢/ ١٥٦، وسير أعلام النبلاء ١/ ١٧٠.