للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قبلَ الفيلِ بعشرِ سنينَ، وكان مِن أشرافِ قريشٍ في الجاهليةِ، وكان تاجرًا يُجَهِّزُ التُّجَّارَ بمالِه وأموالِ قريشٍ إلى الشامِ وغيرِها مِن أرضِ العجمِ، وكان يَخْرُجُ أحيانًا بنفسِه، وكانَتْ إليه رايةُ الرُّؤَساءِ المعروفةُ بالعُقابِ، وكان لا يَحبِسُها إلَّا رئيسٌ، فإذا حَمِيتِ الحربُ اجْتَمَعَتْ قُرَيشٌ فَوَضَعتْ [تلك الرَّايةَ] (١) بيدِ الرئيسِ، ويُقالُ: كان أفضلَ قريشٍ رَأْيًا في الجاهليةِ ثلاثةٌ: عُتْبَةُ، وأبو جهلٍ، وأبو سفيانَ، فلمَّا أتَى اللهُ (٢) بالإسلامِ أدبَروا في الرأيِ، وكان أبو سفيانَ صديقَ العَبَّاسِ ونَدِيمَه بالجاهليةِ (٣).

أسلَم أبو سفيانَ يومَ الفتحِ، وشهِد مع رسولِ اللهِ حُنَينًا، وأَعْطَاه مِن غنائمِها مائةَ بعيرٍ وأربعينَ أُوقيَّةً وزَنها له بلالٌ، وأعطَى ابنَيهِ يزيدَ ومعاويةَ.

واختُلِف في حينِ إسلامِه؛ فطائفةٌ تَرْوِي (٤) أَنَّه لَمَّا أَسلَم حَسُنَ إسلامُه، وذكَروا عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن أبيه، قال: رأيتُ أبا سفيانَ [يومَ اليرموكِ] (١) تحتَ رايةِ ابنِه (٥) يزيدَ يُقاتِلُ، ويقولُ:


(١) سقط من: غ، ر.
(٢) سقط من: غ، ر.
(٣) في ي ٣، غ، ر، م: "في الجاهلية".
(٤) في م: "ترى".
(٥) سقط من: غ.