للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولِ اللهِ ، وكان يدورُ معه حيثُ دارَ، وكان من أحفظِ أصحابِ رسولِ اللهِ ، وكان يَحضُرُ ما لا يَحضُرُ سائر المهاجرين والأنصار، لاشتِغالِ المُهاجِرين بالتِّجارةِ والأنصارِ بحوائطِهم، وقد شهِد له رسولُ اللهِ بأنَّه [حريصٌ على] (١) العلمِ والحديثِ، وقال له: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد سمعتُ منك حديثًا كثيرًا وإنِّي (٢) أخشَى أن أنسَى، فقال: "ابسُطْ رداءَكَ"، قال: فبَسَطتُه، فغرَف بيدِه فيه، ثم قال: "ضُمَّه"، فضَمَمْتُه، فما نَسِيتُ شيئًا بعدُ (٣).

وقال البخاريُّ (٤): روَى عنه أكثرُ من ثمانِمائةِ رجلٍ مِن بينِ صاحبٍ، وتابعٍ، وممَّن روَى عنه مِن الصحابةِ ابنُ عَبَّاسٍ، وابنُ عمرَ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ، وأنسٌ، وواثِلةُ بن الأسقعِ.

استعمَله عمرُ على البحرينِ ثم عزَله، ثم أرادَه على العملِ فأبَى عليه، ولم يَزَلْ يَسْكُنُ المدينةَ وبها كانَتْ وفاتُه.

قال خليفةُ بنُ خَيَّاطٍ (٥): تُوُفِّيَ أبو هريرةَ سنةَ سبعٍ وخمسينَ، وقال


(١) في غ: "حريث".
(٢) في م: "أنا".
(٣) في م: "بعده"، والحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢/ ٣١٢، والبخاري (١١٩)، والترمذي (٣٨٣٥)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة ٥/ ٣٢٠، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٧/ ٣٣١.
(٤) ترجمته في التاريخ الكبير ٦/ ١٣٢، وليس فيه هذا النص، ونقله ابن الأثير في أسد الغابة ٥/ ٣١٨، والذهبي في تاريخ الإسلام ٤/ ٣٤٩، وابن كثير في البداية والنهاية ١١/ ٣٦٣.
(٥) طبقات خليفة ١/ ٢٥٢.