باكَروا مَرَاكِزَهم، وأنشَأْ أَوَّلُهم يقولُ:
يا إخوتي إنَّ العجوز الناصِحهْ
قد نَصَحَتْنَا إِذْ دَعَتْنا البارِحَهْ
مقالةً ذاتَ بيانٍ واضِحَهْ
فبَاكِروا الحربَ الضَّرُوسَ الكالِحَهْ
وإِنَّما تَلْقَون عندَ الصَّائِحَهْ
مِن آلِ ساسانَ كلابًا نابِحَهْ
قد أيقَنوا منكم بوَقْعِ الجَائِحَهْ
وأنتُمُ بينَ حياةٍ صالِحَهْ
أو مِيتَةٍ تُورِثُ غُنْمًا رابِحَهْ
وتقدَّم فقاتَل حتَّى قُتِل ﵀، ثم حَمَل الثاني، وهو يقولُ:
إِنَّ العجوزَ ذاتَ حَزْمٍ وجَلَدْ
والنَّظَرِ الأَوْفَقِ والرَّأْيِ السَّدَدْ
قد أمَرَتْنا بالسَّدَادِ والرَّشَدْ
نصيحةً منها وبِرًّا بالوَلَدْ
فَباكِروا الحربَ حُمَاةً في العَدَدْ
إِمَّا لفوزٍ باردٍ على الكَبِدْ
أو مِيتَةٍ تُورِثْكُمُ غُنْمَ (١) الأَبَدْ
في جَنَّةِ الفردوسِ والعَيشِ الرَّغَدُ
(١) في م: "عز".