للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولم تَلِدْ منه (١)، وهذا غلطٌ مِن قتادةَ ولم يَقُلْه غيرُه، وأظنُّه أرادَ أمَّ كلثومٍ بنتَ رسولِ اللهِ ؛ فإنَّ عثمانَ تزوَّجها بعدَ رُقَيَّةَ فَتُوفِّيتْ عندَه، ولم تَلِدْ منه، هذا قولُ ابن شهابٍ وجمهورِ أهلِ هذا الشأنِ، ولم يختلِفوا أنَّ عثمانَ إِنَّما تزوَّج أمَّ كلثومٍ بعدَ رُقَيَّةَ، وهذا يَشْهَدُ بصِحَّةِ (٢) قول مَن قال: إِنَّ رُقَيَّةَ أكبرُ مِن أمِّ كلثومٍ، وفي الحديثِ الصَّحيحِ عن سعيدِ بن المسيَّبِ، قال: آمَ (٣) عثمانُ مِن رُقَيَّةَ بنتِ رسول الله ، وآمَتْ (٤) حفصةُ مِن زوجِها، فَمَرَّ عمرُ بعثمانَ، فقال له: هل لك في حفصةَ؟ - وكان عثمانُ قد سمِع رسولَ اللَّهِ يَذكُرُها - فلم يُجِبْه، فذكَر ذلك عمرُ للنبيِّ ، فقال: "هل لك في خيرٍ مِن ذلك؟ أتزوَّجُ أنا حفصةَ وأَزَوِّجُ عثمانَ خيرًا منها أمَّ كلثومٍ" (٥)، هذا معنَى الحديثِ، وقد ذكَرْناه بإسنادِه في "التمهيدِ" (٦)، وهو أوضحُ شيءٍ فيما قصَدْناه، والحمدُ للهِ.

وأمَّا وفاةُ رُقَيَّةَ فالصَّحيحُ في ذلك أنَّ عثمانَ تَخَلَّفَ عليها بأمرِ رسولِ اللهِ وهي مريضةٌ في حينِ خُرُوجِ رسولِ اللهِ إلى بدرٍ، وتُوفِّيتْ يومَ وقعةِ بدرٍ، ودُفنتْ يومَ جاءَ زيدُ بنُ حارثةَ بشيرًا بما


(١) الذرية الطاهرة للدولابي ص ٥٣.
(٢) في ي م: "الصحة".
(٣) في م: "تأيم".
(٤) في م: "تأيمت".
(٥) تقدم تخريجه في ترجمة حفصة ص ٥٩.
(٦) ١٠/ ٢٧٠.