للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإِنَّ فِرَاقِي أهلَ بيتٍ جمعتُهم (١) … على كبرةٍ (٢) مِنِّي لإحدى العظائم

أُرَاني وأَهْلِي كَالعَجولِ تَرَوَّحَتْ … إلى بَوِّها قبلَ العِشارِ الرَّوائمِ

فعزم عليه أبوه حتَّى طَلَّقَها، ثم تبعثها نفسه، فهجم عليه أبو بكر، وهو يقولُ:

لم (٣) أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ اليوم مثلَها … ولا مثلها في غيرِ جُرْم تُطَلَّقُ

لها خُلُق جَزْلٌ ورأيٌ ومَنْصِبٌ … وخَلْقٌ سَوِيٌّ في الحَياءِ ومَصْدَقُ (٤)

فَرَقَّ له أبوه، فأمره فارْتَجَعَها، ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله فرمي بسهم فمات منه بعد بالمدينة، فقالَتْ عاتكة ترثيه:

رُزِئتُ بخير الناس بعد نَبِيهم … وبعد أبي بكرٍ وما كان قَصَّرَا

فآليْتُ لا تَنْفَكُّ عَيْنِي حَزينةً (٥) … عليك ولا يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَغْبَرًا

فلله عينا مَن رَأَى مثلَه فَتًى … أَكَرَّ وأَحْمَى في الهَياجِ وَأَصْبَرَا

إذا شَرَعَتْ فيه الأَسِنَّةُ خَاضهَا … إلى الموتِ حَتَّى يَتْرُكَ الرُّمْحَ أَحْمَرَا

فتَزَوَّجَها زيدُ بنُ الخَطَّابِ على اختلاف في ذلك، فقيل عنها يوم اليمامة شهيدًا، ثم تَزَوَّجَها عمرُ بنُ الخَطَّابِ في سنةِ اثنتَيْ عَشْرَةَ مِن


(١) في م: "جميعهم".
(٢) في م: "كثرة"، يقال: علتْه كَبْرةٌ، بالفتح، إذا أسنَّ، تاج العروس ١٤/ ٦ (ك ب ر).
(٣) في م: "ولم"، وعلى المثبت من بقية النسخ ففي البيت خرم، وهو حذف أول متحرك من الوتد المجموع في أول البيت ويكون في "فعولن"، و "مفاعيلن"، و "مفاعلتن"، الكافي في العروض والقوافي ص ٢٧.
(٤) في حاشية م: "هكذا في النسخ وأسد الغابة، ولعله: ومنطق".
(٥) في الأصل: والأغاني: "سخينة".