للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الهجرة، فأَوْلَم عليها، ودعا أصحاب رسولِ اللهِ وفيهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: يا أمير المؤمنين، دَعْنِي أُكَلِّمُ عاتكة، قال: نعم، فأخذ عليٌّ بجانبِ الخِدْرِ، ثم قال: يا عُدَيَّةَ نفسها (١):

آليْتُ (٢) لا تَنْفَكُ عَيْنِي قريرةً (٣) … عليك ولا يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَصْفَرا (٤)

فبَكَتْ، فقال عمرُ: ما دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كلُّ النساء يَفْعَلْنَ هذا (٥)، ثم قُتِل عنها عمرُ، فقالَتْ تبكيه:

عينُ جُودِي بِعَبْرةٍ ونَحِيبٍ … لا تَمَلِّي على الجَوَادِ (٦) النَّجِيبِ

فَجَعَتْنِي المَنونُ بالفارس المُعْ … لم يومَ الهياج والتَّثويب (٧)

قل لأهلِ الضَّرَّاءِ وَالبُؤْسِ مُوتوا … قد سَقَتْه المَنونُ كأسَ شَعُوبِ

ثم تَزَوَّجَها الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ، وقد ذكَرْنا قِصَّتها في الخروج إلى المسجدِ معه ومع عمر قبله في كتاب "التمهيد" في بابِ


(١) بعده في م: "أين قولك".
(٢) في م: "فآليت"، وفيه الخرم، كما تقدم.
(٣) في م: "حزينة".
(٤) في م: "أغبرا".
(٥) في حاشية م: " فقال علي : قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، هكذا في الأسد"، أسد الغابة ٦/ ١٨٤.
(٦) في م، والأغاني: "الإمام".
(٧) في حاشية الأصل بخط المقابل:
"عصمة الله والمعين على الدهر … وغيث المحروم والمحروب
ليس من الأصل"، زهر الآداب ١/ ٣٦.