للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَحْتَبِي (١) بفناءِ القُبَّةِ، ثمَّ تَسْقِي وتُطعِمُ، فسألوها لحمًا وتَمْرًا لِيَشْتَرُوه منها، فلم يُصِيبُوا عندَها شيئًا من ذلك، وكان القومُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ (٢)، فنظَر رسولُ اللهِ إلى شاةٍ في كِسْرِ الخيمةِ (٣)، قال: "ما هذه الشَّاةُ يا أمَّ مَعْبَدٍ؟ "، قالَتْ: شاةٌ خَلَّفَها الجَهْدُ عن الغنمِ، قال: "هل بها مِن لبنٍ؟ "، قالَتْ: هي أَجْهَدُ مِن ذلك، قال: "أَتَأْذَنِينَ لي (٤) أَنْ أَحْلُبَها؟ "، قَالَتْ: نعمْ (٤)، بأبي أنتَ وأُمِّي، إنْ رأيتَ بها حَلْبًا فاحْلُبْها، فدَعا بها رسولُ اللهِ ، فمسَح بيدِه ضَرْعَها، وسَمَّى اللهَ، ودَعا لها في شاتِها، فتَفَاجَّتْ عليه (٥)، ودَرَّتْ واجْتَرَّتْ (٦)، ودَعا بإناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ (٧)، فحلَب فيه ثَجًّا حتَّى عَلاه البَهَاءُ (٨)، ثمَّ سَقَاها


(١) في الأصل: "تختبي"، وغير منقوطة في: ي ٣.
(٢) أرمل الرجل: إذا نفد زاده في السفر، مُسْنِتون: مجدبون، وفي رواية ابن وضاح: "مُشتون": المُشْتِي الذي أصابته المجاعة، والأصل في المُشْتي: الداخل في الشتاء، أي كانوا داخلين في الشتاء، في أزمة ومجاعة وقلة لبن، غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٤٦٥، والإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ١٣٠، والنهاية ٢/ ٤٠٧، ٤٤٣، وتاج العروس ٣٨/ ٣٥٠ (ش ت و).
(٣) كسر الخيمة: جانبها، النهاية ٤/ ١٧٢.
(٤) ليس في رواية ابن وضاح.
(٥) تفاجَّت: فتحت رجليها للحلب، الإملاء المختصر ص ١٣١.
(٦) اجترَّت: أخرجت الجرَّة؛ وهو ما في جوفها لتمضغه، وإنما يفعله من الإبل والغنم الممتلئ علفًا، فصارت هذه الشاة تجترُّ مع ما بها من الجهد والضعف، النهاية ١/ ٣٥٩.
(٧) يُرْبضُ الرهط: يبالغ في ريِّهم ويثقلهم حتى يلصقهم بالأرض، الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ١٣١.
(٨) في م: "إليها"، وقوله: حتى علاه البهاء: أراد بهاءَ اللبن؛ وهو وَبيصُ رغوتِه، النهاية ١/ ١٦٩.