للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأجمَلُه (١) مِن قريبٍ، حُلْوُ المَنْطِقِ، فَصلٌ، لا نَزْرٌ ولا هَذْرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَه خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنْحَدِرْنَ (٢)، رَبْعةٌ، لا يَأْيَسُ (٣) [مِن طُولٍ] (٤)، ولا تَقْتَحِمُه عينٌ مِن قِصَرٍ، غُصْنٌ بينَ غُصْنَيْنِ، فهو أَنْضَرُ الثلاثةِ مَنْظَرًا، وأحسَنُهم قَدْرًا، له رُفَقاءُ يَحُفُّونَ به؛ إنْ قال أنْصَتوا لقولِه، وإنْ أمَر تَبادَرُوا إلى أمرِه، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ (٥)، لا عابسٌ ولا مُفَنَّدٌ (٦)، قال أبو معْبَدٍ: هو، واللهِ، صاحبُ قريشٍ الذي ذُكِر لنا مِن أمرِه ما ذُكِر بَمَكَّةَ، ولقد هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَه، ولأَفْعَلَنَّ إِنْ وجَدتُ إلى ذلك سبيلًا، فأصبحَ صوتٌ بمَكَّةَ عاليًا (٧)، يسمَعون الصَّوْتَ ولا يَدْرُونَ مَن صاحبُه، وهو يقولُ:

جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ … رَفِيقَيْنِ قَالَا (٨) خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ


(١) في رواية ابن وضاح: "أحلاه".
(٢) في م: "يتحدرن".
(٣) في م: "بائن"، وفي حاشية ص: "ييأس"، ولا يأيس من طول: ليس بعظيم الطول فَيَأْيَسُ مطاوِلُه من مطاولته، والمعنى أنه كان ميلُه إلى جانب الطول أكثر من ميله إلى جانب القِصَر، فلم يكن في حَدّ الرَّبْعَة غير متجاوز له، أخبار الزجاجي ص ٢٢٤، ومنال الطالب ص ١٨٨.
(٤) في رواية ابن وضاح: "طولا".
(٥) المحفود: المخدوم، والمحشود: الذي يجتمع الناس حوله، الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ١٣٢، ومنال الطالب ص ١٨٩.
(٦) العابس، الكالح الوجه، الكريه المَلْقَى، الجَهْمُ المجبا، والمفنَّد: المنسوب إلى الجهل وقلة العلم، وهو الذي لا فائدة في كلامه لكِبَرٍ أصابه، النهاية ٣/ ١٧١، ٤٧٥، ومنال الطالب ص ١٨٩.
(٧) في م: "عال".
(٨) في م: "حلا"، وكذا في حاشية الأصل فوقها: "صح".