للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هُمَا نَزَلَاهَا (١) بِالْهُدَى فَاهْتَدَتْ بِهِ … فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ

فَيالَ قُصَيٍّ ما زوَى اللهُ عنكُمُ … بهِ مِنْ فِعَالٍ لا تُجَارَى (٢) وَسُؤْدَدِ

لِيَهْنِئْ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ … وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ

سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا … فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ

دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ … عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرَّةُ الشاةِ مُزْبِدِ (٣)

فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ … يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ

فلمَّا سمِع حَسَّانُ بنُ ثابتٍ بذلك جعَل يُجاوِبُ الهاتفَ، وهو يقولُ:

لقد خابَ قومٌ غابَ (٤) عنهم نَبِيُّهُمْ … وقُدِّسَ مَن يَسْرِي إِليهم (٥) ويَغْتَدِي

تَرَحَّلَ عن قومٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ … وحَلَّ على قومٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ

هَدَاهُمْ به بعدَ الضَّلالةِ رَبُّهُمْ … وأَرشَدَهُمْ مَن يَتْبَعِ (٦) الحَقَّ يُرْشَدِ

وهل يَسْتَوِي ضُلَّالُ قومٍ تَسَفَّهُوا … عمَايَتَهم هادٍ به كلُّ مُهْتَدِ

لقد نَزَلَتْ منه على أهلِ يثربَ … رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عليهم بأَسْعُدِ


(١) في غ، ر: "نزلا".
(٢) في غ: "يجازي"، وفي ر: "يجاري"، وفي م: "تجازي".
(٣) الصريح: اللبن الخالص الذي لم يُمزَجْ، والضرَّة: الضرع، والمزبدُ: الذي علاه الزبد، فيكون مجرورًا على الجوار، ومزبدِ صفة لـ: صريحًا، فينبغي أن يكون منصوبا، وقيل: إن مزبدًا بالجر على البدل من الشاة، وإنما لم يؤنثه حين لم يجعله وصفا لها؛ لأن الشاة معرفة فلا توصف بالنكرة، وأبدله منها لجواز إبدال النكرة من المعرفة، والمذكر من المؤنث، منال الطالب ص ١٩١، ١٩٢.
(٤) في رواية ابن وضاح: "زال".
(٥) في م: "إليه".
(٦) في الأصل: "يبتغ"، وفي الحاشية كالمثبت فوقها: "صح".