للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المشرِكون جاءُوه فقالوا: يا ثُمامَةُ، صَبَوتَ وتَرَكتَ دِينَ آبائِك؟ قال: لا أَدرِي ما تقولون، إلا أَنِّي أَقسَمتُ بِرَبِّ هذه البِنيَةِ (١) لا يَصِلُ إليكم مِن اليَمامةِ شيءٌ مِمَّا تَنتَفِعُون به حتَّى تَتَّبِعوا محمدًا من آخِرِكم، قال: وكانت مِيرَةُ قُرَيْشٍ ومَنافِعُهم مِن اليمامةِ، ثُمَّ خرَج فحَبَسَ عنهم ما كان يأتِيهم منها مِن مِيرَتهم ومنافِعِهم، فَلَمَّا أَضَرَّ بهم كتَبوا إلى رسولِ اللهِ : إِنَّ عَهْدَنا بِكَ وأنتَ تأمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَحُضُّ عليها، وإنَّ ثُمَامةَ قد قطَع عَنَّا مِيرَتَنا وأَضَرَّ بِنا، فإن رأيتَ أن تَكتُبَ إليه أن يُخَلِّيَ بَينَنا وبينَ مِيرَتِنَا فافعَلْ، فكتَب إليه رسولُ اللهِ : "أن خَلِّ بينَ قَومِي وبينَ مِيرَتِهم"، وكان ثُمَامةُ حينَ أسلَم قال: يا رسولَ اللهِ، واللهِ لقد قَدِمتُ عليك وما على (٢) الأرضِ وجهٌ أَبغَضُ إِلَيَّ مِن وجهِك، ولا دِينٌ أبغَضُ إِلَيَّ مِن دِينِكَ، ولا بَلَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِن بَلَدِك، وما أصبَح على (٣) الأرضِ وجهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن وجهِكَ، ولا دِينٌ أَحَبُّ إلَيَّ مِن دينِك، ولا بلدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن بلدِك (٣).

وقال محمدُ بنُ إسحاقَ: ارتَدَّ أهلُ اليمامةِ عن الإسلامِ غيرَ ثُمَامةَ بن أُثَالٍ ومَن اتَّبَعَه (٤) مِن قومِه، فكان مُقِيمًا باليمامةِ يَنهَاهُم عن اتِّبَاعِ


(١) في م: "البيت".
(٢) بعده في هـ، م: "وجه".
(٣) أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة ٢/ ٤٣٨ من طريق عمارة بن غزية، عن المقبري، عن أبيه به.
(٤) في ط، خ، غ، هـ: "معه".