للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُسَيلِمَةَ وتصدِيقِه، ويقولُ: إِيَّاكُم وأمرًا مُظلِمًا لا نُورَ فيه، وإنَّه لَشَقَاءٌ كَتَبَهُ اللهُ ﷿ على مَن أَخَذَ به منكم، وبَلاءٌ على مَن لم يأخُذْ به منكم يا بني حَنِيفَةَ، فَلَمَّا عَصَوْه ورأى أَنَّهُم قد أَصفَقوا (١) على اتِّبَاعِ مُسَيلِمةَ عزَم على مُفَارَقَتِهم، ومَرَّ العلاءُ بنُ الحَضرَمِيِّ ومَن تَبِعَه على جانبِ اليمامةِ، فلَمَّا بلَغه ذلك قال لأصحابِه مِن المسلمين: إِنِّي واللهِ ما أَرَى أن أُقِيمَ مع هؤلاءِ [مع ما] (٢) قد أحدَثوا، وإنَّ الله تعالى لَضَارِبُهُم بِبَلِيَّةٍ لا يَقُومون بها ولا يَقعُدون، وما نَرَى أَن نَتَخَلَّفَ عن هؤلاءِ وهُم مُسلِمُون، وقد عَرَفنا الذي يُرِيدُون، وقد مَرُّوا قريبًا، ولا أَرَى إلا الخُرُوجَ إليهم، فمَن أرادَ الخُرُوجَ منكم فَليَخرُجْ، فخرَج مُمِدًّا لِلعَلاءِ بن الحَضرَمِيِّ، ومعه أصحابُه مِن المسلمين، فكأنَّ ذلك قد فَتَّ في أَعضَادِ عَدُوِّهِم حِينَ بَلَغَهم مَدَدُ بني حَنِيفَةَ، وقال ثُمَامةُ بنُ أُثَالٍ في ذلك:

دَعَانا إلى تَركِ الدِّيَانَةِ والهُدَى … مُسَيلِمةُ الكَذَّابُ إذ جاء يَسْجَعُ

فيَا عَجَبًا مِن مَعْشَرٍ قد تَتَايَعوا (٣) … له في سبيلِ الغَيِّ والغَيُّ أَشْنَعُ

في أبياتٍ كثيرةٍ ذكَرها ابن إسحاقَ في "الرِّدَّةِ"، وفي آخِرِها:


(١) أصفقوا على كذا: إذا أطبقوا عليه واجتمعوا، تاج العروس ٢٦/ ٣٢ (ص ف ق).
(٢) في ط، غ، ي ١، وحاشية ز: "إذ".
(٣) في ط، ي ١، خ، هـ، غ: "تتابعوا"، والتتابع: الوقوع في الشر من غير فكرة ولا روية، والمتابعة عليه، ولا يكون في الخير. النهاية ١/ ٢٠٢.