للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَجْرُك، فهَاتِهِ، قال: فأخَذه فاشتَمَلَ عليه، ثُمَّ جاء إلى السَّاحِرِ مع أصحابِه وهو في بعضِ ما كان يصنَعُ، فضرَبَ عُنُقَه، فتفَرَّقَ أَصحابُ الوليدِ، ودخَل هو البيتَ، وأُخِذَ جُنْدَبٌ وأصحابُه فسُجِنوا، فقال لصاحبِ السِّجنِ: قد عرَفتَ السَّبَبَ الذي سُجِنَّا فيه، فخَلِّ سبيلَ أحدِنا حتَّى يأتيَ عُثمانَ، فخَلَّى سبيلَ أحدِهم، فبلَغَ ذلك الوليدَ، فأخَذ صاحبَ السِّجن فصلَبَه، قال: وجاء كتابُ عثمانَ أن خَلِّ سبيلَهم ولا تَعْرِضْ لهم، ووافَى كتابُ عثمانَ قبلَ قتلِ المصلوبِ فخَلَّى سبيلَهُ (١).

وأخبَرنا خلفُ بنُ سعيدٍ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن خالدٍ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزَّاقِ، قال: حَدَّثَنَا ابن جُرَيجٍ، عن عمرِو بن دينارٍ، قال: سَمِعْتُ بَجَالَةَ التَّمِيمِيَّ، فذكَرَ حديثَ (٢): "اقتُلوا كُلَّ ساحِرٍ وساحِرةٍ"، قال: وأَمَّا شَأْنُ أبي بُستانٍ فَإِنَّ النَّبِيَّ قال لجُندَبِ: "جُنْدَبٌ وما جُنْدَبٌ؛ يَضْرِبُ ضَرْبةٌ يُفرِّقُ بها بين الحقِّ والباطِل"، فإذا أبو بُستانٍ يلعبُ في أسفلِ الحصنِ عندَ الوليدِ بن عُقبةَ وهو أميرُ الكوفةِ، والنَّاسُ يحسَبونَ أنَّه على سُورِ القَصرِ، يَعني وسَطَ القَصرِ، فقال جُنْدَبٌ: ويْلَكُم أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا (٣) يلعَبُ بكُم، واللهِ إنَّه لفي أسفلِ القَصرِ، ثُمَّ انطَلقَ فاشتَمَلَ على السَّيْفِ ثمَّ ضرَبَهُ به، فمِنهُم مَن يَقُولُ: قتَلَه، ومنهم مَن يقولُ: لم يقتُلْه، وذهَبَ


(١) الاستذكار ٢٥/ ٢٤٠، والسنن الكبير للبيهقي (١٦٥٨٠)، وتاريخ دمشق ١١/ ٣١٣.
(٢) في ي ١، م: "الحديث".
(٣) في الأصل، ي ١، خ، هـ، غ: "أما"، وفي م: "أما إنه".