للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخرج إلى الشامِ في زمن عمر بن الخطاب راغبًا في الرِّباطِ والجهاد، فتبعه أهل مكة يبكونَ فِراقَه، فقال: إنَّها النُّقلةُ إلى الله ﷿، وما كنتُ لأُوثِرَ عليكم أَحَدًا، فلم يَزَلْ بالشامِ مجاهدًا حتى مات في طاعون عمواس سنة ثمانِ عشرة.

وقال المدائني: قُتِل الحارث بن هشامٍ يومَ اليرموك، وذلك في رجبٍ سَنَةً خمس عشرة (١).

وفي الحارث بن هشامٍ يقولُ الشاعرُ (٢):

أَحَسِبْتَ أَن أَبَاك يومَ تَسُبُّنِي (٣) … في المجدِ كان الحارث بن هشام

أَوْلَى قُرَيشٍ بالمكارم كلِّها … في الجاهلية كان والإسلام

وأنشد أبو زيدٍ عمرُ بنُ شَبَّةَ للحارث [بن هشام] (٤):


(١) تاريخ دمشق ١١/ ٤٩٨.
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١١/ ٥٠٠ عن الزبير، قال: وأنشدني محمد بن الحسن لابن الكوسج مولى القرويين ......... بالبيت الأول، والوافي بالوفيات ١١/ ٢٥٠.
(٣) في ط، ي: "نسبتني"، وفي الحاشية كالمثبت، وفي م: يسبني".
(٤) في هـ: "يقول"، وفي حاشية الأصل: "ويروى هذا الشعر أيضًا للحارث بن خالد المخزومي"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل"، وفي حاشية ز، وحاشية خ: "إنما هذا الشعر للحارث بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة - بعده في خ: المخزومي - وهو ابن أخي الحارث بن هشام الصاحب المذكور في هذا الباب، وكان أحد الشعراء الغزليين، يسلك مسلك عمر بن أبي ربيعة، وقد حدثنا أبو عمر بن عبد البر، ثنا عبد الوارث، ثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن الغزي بن قيس، قال: ثنا أبو حاتم سهل بن محمد، عن العتبي، قال: حدثني أبي، عن أبي المقدام رجل من أهل مكة قدم المدينة، قال: فإذا غلمان بيض عليهم ثياب بيض يدعون الناس إلى الطعام، =