للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولم يَكنْ عليٌّ لحِقَ حينَئذٍ، وقد عرَضَ لمعاذِ بنِ عمرِو بنِ الجَموحِ يومَ بدرٍ في قطعِ يدِه مِن الساعدِ قريبٌ مِن هذا، وقد ذكَرْنا ذلك في بابِه مِن هذا الكتابِ (١).

وذكَر المدائنيُّ، عن شيوخِه، عن أبي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ، وابنِ شهابٍ الزُّهريِّ، وأبي بكرٍ الهُذَليِّ، وعامرِ بنِ حفصٍ، وبعضُهم يزيدُ على بعضٍ: أنَّ عثمانَ بنَ حُنَيفٍ لِمَا كَتَب الكتابَ بالصُّلحِ بينَه وبينَ الزبيرِ وطلحةَ وعائشةَ أن يَكُفُّوا عن الحربِ، ويَبْقَى هو في دارِ الإمارةِ خليفةً لعليٍّ على حالِه حتَّى يَقْدَمَ عليٌّ، فَيَرون رأيَهم، قال عثمانُ بنُ حُنَيْفٍ لأصحابِه: ارجِعوا وضَعوا سلاحَكم، فلمَّا كان بعدَ أيامٍ جاء (٢) عبدُ اللهِ بنُ الزبيرِ في ليلةٍ ذاتِ ريحٍ وظُلمةٍ وبَرْدٍ شَدِيدٍ، ومعه جماعةٌ مِن عسكرِهم، فطَرَقوا عثمانَ بنَ حُنَيْفٍ في دارِ الإمارةِ فأخَذوه، ثم انتَهَوْا (٣) إلى بيتِ المالِ فوَجَدوا أُنَاسًا (٤) مِن الزُّطِّ يَحْرُسونَه، فقتَلوا منهم أربعينَ رجلًا، وأرسَلوا بما فعَلوه مِن أخذِ عثمانَ، وأخذِ ما في بيتِ المالِ إلى عائشةَ يَسْتَشِيرونَها في عثمانَ [بنِ حُنَيْفٍ] (٥)، وكان الرسولُ إليها أبانَ بنَ عثمانَ، فقالت عائشةُ: اقتُلوا


(١) سيأتي في ٣/ ٣٧٨.
(٢) في غ: "جاءه".
(٣) بعده في م: "به".
(٤) في ز، م: "ناسا".
(٥) زيادة من: ي.