للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عثمانَ بنَ حُنَيْفٍ، فقالت لها امرأةٌ: ناشَدْتُكِ اللهَ يا أمَّ المؤمنينَ في عثمانَ بنِ حُنَيفٍ وصُحبتِه لرسولِ اللهِ ، فقالت: رُدُّوا أَبَانًا، فَرَدُّوه، فقالت: احبِسوه ولا تَقْتُلوه، فقال أبانٌ: لو أعلمُ (١) أنَّك رَدَدْتَني لهذا لم أرجِعْ، وجاء فأخبَرهم، فقال لهم مجاشعُ بنُ مسعودٍ: اضرِبوه وانْتِفوا شَعَر لحيتِه، فضرَبوه أربعين سوطًا، ونَتَفوا شعَرَ لحيتِه وحاجِبَيه وأشفارَ عينِيه، فلمَّا كان الليلةُ التى أُخِذَ فيها عثمانُ بنُ حُنيفٍ غَدا عبدُ اللهِ بنُ الزبيرِ إلى الزَّابُوقَةِ ومدينةِ الرِّزْقِ (٢) وفيها طعامٌ يَرْزُقونَه الناسَ، فأرادَ أن يَرْزَقَه أصحابَه، وبَلَغَ حَكِيمَ بنَ جَبَلةَ ما صُنِعَ بعثمانَ بنِ حُنَيْفٍ، فقال: لستُ أخاه إن لم أَنصُرْه، فجاء في سبعِمائةٍ مِن عبدِ القيسِ وبكرِ بنِ وائلٍ، وأكثرُهم عبدُ القيسِ، فأتَى ابنَ الزبيرِ في مدينةِ الرِّزْقِ، فقال: ما لك يا حكيمُ؟ قالَ (٣): نُريدُ أن نَرتَزِقَ (٤) مِن هذا الطعامِ، وأن تُخَلُّوا عثمانَ بنَ حُنَيفٍ فيقيمَ في دارِ الإمارةِ على ما كنتُم كتبْتُم بينَكم وبينَه حتَّى يَقْدَمَ عليٌّ عَلَى ما تَراضَيتُم (٥) عليه، وايْمُ اللهِ لو أَجِدُ أعوانًا عليكم ما رَضِيتُ بهذا منكم حتَّى أَقْتُلَكم بمَن قَتَلتُم، ولقد أصبحْتُم وإن دماءَكم لحلالٌ بمَن قَتَلتُم مِن إخوانِنا، أمَا


(١) في ز: "علمت".
(٢) مدينة الرزق: إحدى مسالح العجم بالبصرة قبل أن يختطها المسلمون، معجم البلدان ٣/ ٤١.
(٣) في ط: "فقالوا"، وفي ي، ي ١: "فقال".
(٤) في خ، ي، ي ١، غ: "نرزق".
(٥) في ي: "تواصيتم".