للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نَصَروا رسولَ اللهِ بِسِلاحِهِم أن يَنصُرُوه بألسِنَتِهِم؟ فقال حَسَّانُ: أنا لها، وأخَذ بِطَرفِ لسانِه وقال: واللهِ ما يَسُرُّني به مِقْوَلٌ (١) بينَ بُصْرَى وصنعاءَ، قال رسولُ اللهِ : "كيفَ تَهْجُوهم وأنا منهم؟ وكيفَ تَهْجُو أبا سُفيانَ وهو ابنُ عَمِّي؟ فقال: واللهِ لأَسُلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِن العَجِينِ، فقال له: "ائتِ أبا بكرٍ، فإنَّه أعلَمُ بأنسابِ القومِ منك"، فكان يَمْضِي إلى أبي بكرٍ ليَقِفَهُ على أنسابِهم، [فكان يقولُ له] (٢): كُفَّ عن فُلانةَ وفُلانةَ، واذكُرْ فُلانةَ وفُلانةَ، فجعَل حَسَّانُ يَهجُوهم، فلَمَّا سَمِعَتْ قُرَيشٌ شعرَ حَسَّانَ، قالوا: إنَّ هذا لَشِعرٌ ما غابَ عنه ابنُ أبي قُحَافَةَ، أَوْ متَى (٣) شَعُرَ ابنُ أبي قُحافةَ (٤)؟

فمِن شعرٍ حَسَّانَ في أبي سفيانَ بنِ الحارثِ (٥):


(١) المقول هو اللسان الدلائل للسرقسطي ٣/ ١٠٢٤.
وفي حاشية الأصل، ز: "بخط الشيخ: وكان طويل اللسان، يضرب بلسانه طرف أنفه من طوله، وكانت له ناصية يَسْدُلُها بين عينيه، قال سليمان بن يسار: رأيت حسان بن ثابت وله ناصية قد سدلها بين عينيه"، ونقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل". وأثر سليمان بن يسار في الأغاني ٤/ ١٣٦، وتاريخ دمشق ١٢/ ٤٣٣، ٦٥/ ١٤٥.
(٢) في الأصل: "فيقول".
(٣) في ي، ي ١: "من".
(٤) أخرجه أبو الفرج في الأغاني ٤/ ١٤٤ من طريق عوف وجرير عن محمد بن سيرين، وأخرجه في ٤/ ١٣٨ من طريق سماك به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٤/ ٣٢٤، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨/ ٩٦ من طريق عوف عن محمد بن سيرين.
(٥) في حاشية: ز: "أولها:
أبلغ أبا سفيان أن محمدًا … هو الغصن ذو الأفنان لا الواحد الوغدُ
وما لك فيهم مَحْتِد يعرفونه … فدونك فالصق مثل ما لصِق القردُ =