للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالت طائفةٌ: كان ذلك منها بتدسيسِ معاويةَ إليها وما بَذَلَ لها في ذلك، وكان لها ضَرائرُ، واللهُ أعلمُ.

وذكَر أبو زيدٍ عمرُ بنُ شَبَّةَ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ أبي خيثمةَ، قالا (١): حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، قال: حدَّثنا أبو هلالٍ، عن قَتادةَ، قال: دخَل الحسينُ على الحسنِ، فقال: يا أخي إنِّي سُقِيتُ السُّمَّ ثلاثَ مَرَّاتٍ (٢)، لم أُسْقَ مثل هذه المَرَّةِ، إنِّي لأَضَعُ كَبِدِي، فقال الحسينُ: مَن سَقَاكَ يا أخي؟ قال: ما سُؤَالُك عن هذا؟ أتُرِيدُ أن تُقَاتِلَهم، أَكِلُهُم إلى اللهِ ﷿.

فلما مات ورَد البريدُ بموتِه على معاويةَ، فقال: يا عَجَبًا مِن الحسنِ! شرِب شَرْبةً مِن عسلٍ بماءِ رُومَةَ فقضَى نَحْبَه، وأَتَى ابنَ عباسٍ معاويةُ، فقال له: يا ابن عباسٍ، احتسِبِ (٣) الحسنَ، لا يَحْزُنُك اللهُ ولا يَسُوءُك، فقال: أمَّا ما أبقَاكَ اللهُ لي يا أميرَ المؤمنين فلا يَحْزُنُني اللهُ ولا يَسُوءُني، قال: فأعطاه على كلمتِه هذه ألفَ ألفٍ وعروضًا وأشياءَ، وقال: خُذْها واقسِمْها على أهلِك (٤).

حدَّثني (٥) عبدُ الوارثِ، حدَّثنا قاسمٌ، حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ رَوحٍ، حدَّثنا عثمانُ بنُ عمرَ بنِ فارسٍ، قال: حدَّثنا ابنُ عَونٍ، عَن عُمَيرِ بنِ


(١) بعده في خ: "جميعًا".
(٢) في هـ، م، وحاشية ط: "مرار".
(٣) في خ: "احتسبت".
(٤) تاريخ دمشق ٥٩/ ١٩٧.
(٥) في ط: "حدثنا".