للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إسحاقَ، قال: كُنَّا عندَ الحسنِ بنِ عليٍّ، فَدَخَلَ المَخرَجَ (١) ثُمَّ خرَج، فقال: لقد سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، وما سُقِيتُه (٢) مِثلَ هذه المَرَّةِ، ولقد لَفَظتُ طائفةً (٣) من كَبِدِي، فَرَأَيْتُني أَقلِبُها بِعُودٍ معي، فقال له الحسينُ: أي (٤) أخي، مَن سَقَاكَ؟ قال (٥): وما تُرِيدُ إليه؟ أتُرِيدُ أن تَقتُلَه؟ قال: نعم، قال: لَئِن كان الذي أَظُنُّ فاللهُ أَشَدُّ نِقمَةً، ولَئِن كان غيرُه ما أُحِبُّ أن [يُقتَلَ بي بَرِيءٌ] (٦).

وذكَر مَعْمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن أنسٍ، قال: لم يَكُنْ فيهم أحدٌ أَشبَهُ برسولِ اللهِ مِن الحسنِ (٧).


(١) المخرج: موضع الخروج، وهو الخلاء والكنيف. التخليص في معرفة أسماء الأشياء ص ١٧٦.
(٢) في ط، خ: "سقيت".
(٣) في هـ: "بمايعة"، وفي م: "بطائفة".
(٤) في م: "يا".
(٥) في ط: "فقال".
(٦) في ط، خ، م: "تقتل بي بريئا".
طبقات ابن سعد ٦/ ٣٨٦، وتاريخ دمشق ١٣/ ٢٨٢.
وفي حاشية الأصل: "قد جاء أن معاوية قال لابن عباس حين بلغته وفاة الحسن، وقد دخل عليه: أجرك الله أبا عباس في أبي محمد الحسن بن علي، ولم يظهر حزنا، فقال ابن عباس: إنا لله وإنا إليه راجعون، وغلبه البكاء فرده، ثم قال: لا يَسدُّ والله مكانه حفرتك ولا يزيد موته في أجلك، ولا والله لقد أصبنا بمن هو أعظم منه فقدا، فما ضيعنا الله بعده، فقال له معاوية: كم كان سنه؟ فقال: مولده أشهر من أن يتعرف سنه، قال: أحسبه ترك أولادًا صغار، قال: كلنا كان صغيرًا فكبر، ولئن اختار الله لأبي محمد ما عنده وقبضه إلى رحمته، لقد أبقى الله أبا عبد الله وفي مثله الخلف الصالح".
(٧) جامع معمر (٢٠٩٨٤)، ومن طريقه أحمد ٢٠/ ١٠٨ (١٢٦٧٤)، وعبد بن حميد (١١٦٠)، والبخاري (٣٧٥٢)، والترمذي (٣٧٧٦).