(٢) في حاشية خ: "خرج أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي في كتابه، عن سفيان بن سليمان، عن علي بن هاشم بن البرتي، عن الأعمش، عن أبي حيان التيمي، عن نشيط قال: حدثني هرثمة بن سلمى، قال: كنت مع علي في مسيره إلى صفين، فلما نزلنا كربلاء صلى بنا العصر والفجر، فرُفع إليه من تربتها فشمها، فقال: واهًا لك أيتها التربة ليحشرن منك يوم القيامة قومًا يدخلون الجنة بغير حساب، فلما قضوا غزاتهم، ورجع قال لامرأته جرداء ابنة شمير [في المصادر: سُمير] وكانت شيعة لعلي تحبه، فقال: ألا تعجبين من صديقك؟ فقص عليها القصة، وقال: ما أطلعه الله على الغيب، فقالت: دعنا أيها الرجل، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقًّا، فلما أقبل كنت في الخيل التي وجههم إليه ابن زياد، فلما رأيت المنزل ذكرت قول علي فكرهت مسيري وضربت بطن فرسي حتى أتيت الحسين فحدثته بالقصة، فقال لي: أمعنا أنت أم علينا؟ قلت: جعلت فداك، لا معك ولا عليك، تركت عيالًا أخاف عليهم ابن زياد، فقال: إما لا فولِّ هاربًا حتى لا تسمع لنا واعية، ولا ترى لنا مقتلًا، فوالذي نفسي بيده، لا يسمع اليوم رجل لنا واعية، أو يرى لنا مقتلًا، لا يغيثنا إلا كَبّه الله لوجهه"، وقعة صفين ص ١٤٠، وبغية الطلب ٦/ ٢٦١٩.