للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغَنَمِ الَّتي نفشت في الحرث (١)، وبيْنَ موسى والخَضِرِ في سورة الكهف [٦٠ - ٨٢]، وصحَّ في الحديث ذكر الاختلاف بين موسى وآدم عليهما السَّلام (٢)، وذلك اختلافٌ مِنْ غيرِ تعادٍ، ولا تكاذُبٌ، بل مثل اختلاف أهلِ البيت عليهم السَّلامُ، وكذلك اختلافُ علماء الحديث فيما بينَهم، واختلافُهُم هم وغيرهم في أنّ هذا الحديثَ صحيح أم لا، أو (٣) هذا الرَّجُلُ ثقةٌ أو حافظٌ أم لا.

وبَعْدَ هذه القواعدِ أذكرُ لك ما يُصدِّقُها مِنْ بيانِ أحاديثِ معاوية الَّتي في الكتب السِّتَّة لِتَعْرِفَ ثلاثة أشياء: عَدَمَ انفراده فيما روى، وقلَّةَ ذلِك، وَعَدَم نكارته.

فأقول: جملةُ ما في الجامعين " البخاري " و" مسلم " من حديثه ثلاثةَ عشرَ حديثاً، اتَّفقا منها على أربعةٍ، وانفرد البخاريُّ بأربعةٍ، ومسلمٌ بخمسةٍ، وجملةُ ما رُوِيَ فيهما (٤) وفي السُّنَنِ الأربع من حديثه خمسةُ أقسام.

القسمُ الأول: ما يتعلَّقُ بأحكامِ التَّحليل والتَّحريم المشهورة مِنْ روايةِ الثِّقات، ومذاهبِ (٥) الجماهيرِ، وفي هذا القِسْم أحاديث.

الحديث الأول: تحريمُ الوَصْلِ في شعور النِّساء (٦)، رواه عنه


(١) في الآية ٧٨ و٧٩ من سورة الأنبياء.
(٢) تقدم تخريجه في ١/ ٢١٨.
(٣) في (ب): و.
(٤) في (ب): "فيها"، وهو خطأ.
(٥) في (ش): "ورواية".
(٦) هو في البخاري برقم (٣٤٦٨) و (٣٤٨٨) و (٥٩٣٢) و (٥٩٣٨)، ومسلم (٢١٢٧) أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمع معاوية بن أبي سفيان عامَ حجَّ وهو على المنبر، وتناولَ قُصَّةً من شعَرٍ كانت في يد حَرَسِىٍّ، يقول: يا أهلَ المدينة، أين علماؤكم؟ سَمعْتُ رسول الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>