للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في التشيع، وقد قال الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب من " الميزان " (١): إن الغلو في التشيع عبارة عن تكفير الشيخين: أبي بكر وعمر وسبهما.

فتوثيق العجلي لبعض غلاة الشيعة يدل على أنه يوثق الصدوق، وإن كان عنده صاحب بدعةٍ ومعصيةٍ، وقد مرَّ لي ذلك (٢) في مواضع.

منها في ترجمة مندل بن علي العنبري الكوفي (٣)، ضعَّفه أحمد بن حنبل، وقال العجلي (٤): جائز الحديث يتشيع.

ومنها ترجمة تليد بن سليمان في " التهذيب " (٥): قال العجلي (٦) وأحمد: لا بأس به، وقد صح عنه شتم أبي بكر وعمرو عثمان، والرفض، وضعَّفه الشيعة (٧)، قال ابن معين: غير ثقةٍ، وقال: ليس بشيءٍ، وقال النسائي -على تشيعه-: ليس بالقوي. وقال العجلي فيه (٨): تابعي ثقة.

وهو دليل أن العجلي يعني بالثقة: الصدوق في روايته، لا الصالح في دينه عنده، فإن الغلاة في عرفهم من يكفر الخلفاء (٩) الثلاثة، أو يسبهم أدنى الأحوال، وليس فيمن يفعل ذلك عند العجلي خيرٌ قطعاً، فلو دل توثيقه عمر بن سعدٍ على بُغض علي عليه السلام وأهله، لدل توثيقه حَبَّة العُرني (١٠) على


(١) ١/ ٦.
(٢) في (ش): " في ذلك ".
(٣) " الميزان " ٤/ ١٨٠، و" التهذيب " ١٠/ ٢٦٥.
(٤) " الثقات " ص ٤٣٩.
(٥) " تهذيب الكمال " ٤/ ٣٢١ - ٣٢٢، و" تهذيب التهذيب " ١/ ٤٤٧.
(٦) ص ٨٨.
(٧) " تهذيب الكمال " ٥/ ٣٥١ - ٣٥٤.
(٨) " الثقات " ص ١٠٥.
(٩) سقطت من (ش).
(١٠) تصحفت في (ش) إلى: " القرني ".

<<  <  ج: ص:  >  >>