وأخرجه أحمد في " مسنده " ١/ ١٩٢ من طريق الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر، عن ابن السعدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تنقطعُ الهجرةُ ما دام العدوُّ يُقاتلُ ". فقال معاوية، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص: إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنَّ الهجرة خَصْلَتان، إحداهما أن تهجرَ السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى اللهِ ورسوله، ولا تنقطعُ الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولةً حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طُبع على كل قلب بما فيه، وكُفي الناسُ العملَ. وحديث عبد الله بن السعدي رواه النسائي ٧/ ١٤٦ و١٤٧ من طريقين عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن بُسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن حسان بن عبد الله الضمري، عن عبد الله بن السعدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تنقطِعُ الهجرةُ ما قُوتِلَ الكفارُ " وهذا سند صحيح، وله طريق آخر عند أحمد ٥/ ٢٧٠، وسنده حسن. (١) رواه أبو داوود (٤٢٣٩)، والنسائي ٨/ ١٦١ و١٦٢. وروى تصديقَ الصحابة لمعاوية: أحمد في " مسنده " ٤/ ٩٢ و٩٨ و٩٩. ورواه أحمد دون قوله: " إلا مقطعاً " في " مسنده " ٤/ ٩٦ و١٠١، والنسائي ٨/ ١٦٢ و١٦٣. وقوله " إلا مقطعاً " قال ابن الأثير: أراد الشيء اليسير منه كالحلقة والشنف ونحو ذلك وكره الكثير الذي هو عادة أهل السرف والخيلاء والكبر. وقال السندي: أي: مكسراً مقطوعاً، والمراد الشيء اليسير مثل السن والأنف، والله أعلم. (٢) تحرف في (ب) إلى "عمرو".