للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسَائِلِهِمْ" (١).

قلتُ: الحديثِ الثاني متَّفَقٌ على صحَّته، والأول جاء بأسانيد كثيرة (٢) مجموعها يقضي بقوتها (٣) كما يأتي عند ذكر القدر في مسألة أفعال العباد إن شاء الله تعالى.

قال الشّيْخُ: الوظيفة الخامسة: الإمساكُ عَنِ التَّصَرُّفِ في الألفاظِ الواردة.

وشرحُ ذلكَ: أنَّهُ يجبُ الجُمودُ على ألفاظِ هذِه الأخبار، والإمساكُ عَنِ التَّصَرُّفِ فيها من أربعة أوجه: التَّفسير، والتَّأويل، والتَّصرُّف، والتَّفريع.


= يخالط حمرتَه شيء، والإبل الحمر أصبر الإبل على الهواجر، والعرب تقولُ: خيرُ الإبل حمرها، وصُهبها، ومنه قول بعضهم: ما أحب أن لي بمعاربض الكلم حُمْرَ النِّعَم. " لسان العرب ": حمر.
وأخرجه عبد الرزاق (٢٠٣٦٧)، ومن طريقه أحمد ٢/ ١٨٥، والبخاري في " أفعال العباد " ص ٤٣، والبغوي في " شرح السنة " (١٢١) والآجري في الشريعة ص ٦٧ - ٦٨ عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جده قال: سَمِعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوماً يتدارؤون، قال الرمادي: يتمارَوْن، فقال: " إنَّما هَلَكَ من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتابَ الله بعضه ببعض، وإنما نَزلَ كتابُ الله عزَّ وجَلَّ يُصَدِّقُ بعضُه بعضاً، فلا تكذِّبوا بعضَه ببعض، فما علمتُم منه فقولوه، وما جهلتُم فَكلوه إلى عالِمه ".
وأخرجه مختصراً أحمد ٢/ ١٩١، ومسلم (٢٦٦٦)، من طريقين عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجَوْني قال: كتب إليَّ عبد الله بن رباح يُحدِّث عن عبد الله بن عمرو، قال: هجَّرتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فإنا لجُلُوس إذِ اختلفَ رجلان في آيةٍ، فارتفعتْ أصواتُهُما، فقال: "إنما هَلَكت الأمم قبلكم باختلافهم في الكتاب".
(١) تقدم تخريجه ١/ ٢١٩، وأزيد عليه هنا أنه: صححه ابن حبان (١٨) بتحقيقنا، واستوفيت تخريجه هناك.
(٢) في (ش): كثيرة كثرة.
(٣) في (ش): بقوتها ثبوتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>