للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام وأنه بلغ (١) في النكارة إلى شأوٍ جاوز الحد في ارتكاب الكبائر، هذا مع أن ابن حزمٍ موصومٌ بالتَّعصب لبني أمية، وهذا لفظ ابن حزمٍ في آخر " السيرة النبوية " التي صنَّفها، وذكر في آخرها أسماء الخلفاء، ونبذاً من أخبارهم.

فقال في يزيد بن معاوية ما لفظه: بويع يزيد بن معاوية (٢) إذ مات أبوه، وامتنع من بيعته الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، فأمَّا الحسين رضي الله عنه، فنهض إلى الكوفة، فقُتِل قبل دخولها، وهي ثانية (٣) مصائب الإسلام وخرومه، ولأن المسلمين استضيموا في قتله ظلماً علانية.

وأما عبد الله بن الزبير بن العوَّام، فاستجار بمكة، فبقي هنالك (٤) إلى أن أغزى يزيد الجيوش إلى المدينة، حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى مكة حرم الله عز وجل، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار يوم الحرة، وهي ثالثة (٥) مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضل الصحابة (٦)، وبقية الصحابة رضي الله عنهم (٧)، وخيار التابعين (٨) قُتِلَوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً، وجالت الخيل في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وراثت وبالت في الروضة بين القبر والمنبر، ولم تصل جماعة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الأيام (٩)، ولا كان فيه أحدٌ حاشا سعيد بن المسيب، فإنه لم يفارق المسجد، ولولا شهادة عمرو بن عثمان بن عفان،


(١) في (ش): " أبلغ ".
(٢) قوله: " ابن معاوية " سقط من (ش).
(٣) في " جوامع السيرة " وهو ثالثة مصائب الإسلام بعد أمير المؤمنين عثمان، أو رابعها بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٤) قوله: " فبقي هنالك " سقط من (ف).
(٥) عند ابن حزم: وهي أيضاً أكبر مصائب الإسلام ...
(٦) عند ابن حزم: المسلمين.
(٧) عبارة: " وبقية الصحابة رضي الله عنهم " سقطت من (ش).
(٨) عند ابن حزم: وخيار المسلمين من جلة التابعين.
(٩) في (ش): في " تلك الأيام "، والعبارة غير موجودة في المطبوع من " جوامع السيرة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>