للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المِدَاد بعد خلط العَفْصِ (١) وماء الزاج (٢) ونحو ذلك.

وإما الحروف مع الصوت (٣) إن كانت أشياء زائدةً عليه، والموجود (٤) منها بقدرة الله تعالى ليس إلاَّ حرفٌ واحد، وهو لا يوصف بالكذب ولا بالصدق قطعاً، فدل على أن الموصوف بالكذب جملة الحروف المعدوم منها والموجود (٥)، وهو حرف واحد، وذلك أوضح دليلٍ على أن وصفها بالكذب وصفٌ عدمي إضافي، ونسبة مثل هذا الوصف العدمي إلى قدرة العبد وحدها من غير مشاركة الرب صحيحٌ عند جميع فرق أهل السنة، كما سيأتي بيانه عند الكلام على مذهبهم في الكسب وتحقيقه، إن شاء الله تعالى (٦).

وقد تقدم أن هذه الوجوه والاعتبارات غير محتاجةٍ إلى قدره الرب، وإنما هي جهاتٌ لاستحقاق الذم والعقاب.

وقد قال الشيخ مختارٌ المعتزلي في كتابه " المُجْتَبى " في المسألة الحادية عشرة في كُفْرِ المُجْبِرَة ما لفظه: ولم يكفِّرْهُم صاحب " المعتمد "، وبه قال الرازي لِمَا مرَّ، يعني من تصديقهم جميع الأنبياء والكتب والقيام بأركان الإسلام المنصوصة.

قال: وأما نسبتهم القبائح إلى الله تعالى فيقولون: إنه لا يَكذِبُ في الشهادة


(١) العَفْص: هو من جنس الشجر العِظام ومن أنواع البلُّوط، له ثمر في قدر الجوز أو أقل. انظر " حديقة الأزهار " ص ٢١٠ لأبي القاسم الغساني، و" شرح القاموس " (عفص) للزبيدي.
(٢) الزَّاج: ملح، وقال الليث: يقال له: الشب اليماني، وهو من الأدوية، وهو من أخلاط الحبر. " شرح القاموس " ٢/ ٥٥ (زوج).
(٣) في (ش): ووضع الصوت.
(٤) في (أ) و (ف) فوق الواو: فا.
(٥) في هامش (ف): لأن المعدوم لا يصح وصفه بصفة حقيقية.
(٦) عبارة: " إن شاء الله تعالى " لما ترد في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>