للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: يقال للمخالف ما تقول: إذا وَرَدَتْ عليك شُبُهَات الملحدين، ومشكلات المُشبِّهَة والمُجبرة المتمردين؟ وقد ساعَدَك الناس إلى إهمال النظر في علم الكلام، وهل هذا إلاَّ مكيدةٌ للدين إلى آخر ما ذكره.

أقول: لا يخلو الكفرة إما أن يطلبوا منا تعريفهم بأدلتنا حتى يُسلِمُوا، أو يُوردوا علينا شُبَهَهُم حتى نترُك دين الإسلام، فهذان مقامان:

المقام (١) الأول: أن يسألونا (٢) بيان الأدلة على صحة الإسلام حتى يدخلوا فيه، والجراب (٣) من وجوهٍ:

الوجه (٤) الأول: معارضة مشتملةٌ على تحقيق، وهي أن نقول للمتكلمين: ما تقولون إذا قال الكفرة: إنَّ أدلَّتكم المُحَرَّرة في علم الكلام شُبَهٌ ضعيفة، وخيالاتٌ باردةٌ كما قد (٥) قالوا ذلك أو (٦) أمثاله؟ فما أجبتم به عليهم بعد الاستدلال والنزاع والخصومة، فهو جوابنا عليهم قبل ذلك كله، فإن قالوا: إنَّه يحسُنُ منا بعد إقامة البراهين (٧) أن نحكم عليهم بالعناد، ونرجع إلى الإعراض عنهم أو إلى الجهاد، وأما أهل الأثر وترك علوم الجدل والنظر، فإنه يقبُحُ منهم ذلك قبل إقامة البراهين (٧).


= عَفَتْ ذاتُ الأصابع فالجواءُ ... إلى عَذرَاء منزلُهَا خلاءُ
انظر " الديوان " ص ٥٧ - ٦٦ بتحقيق البرقوقي.
(١) ساقطة من (ش).
(٢) في (ب): " سألونا "، وفي (ش): " سألوا ".
(٣) في (ش): فالجواب.
(٤) ساقطة من (ش).
(٥) " قد " ساقطة من (ش).
(٦) في (ش): و.
(٧) في (ش): البرهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>