للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزِّيِّ، فلم أَجِدْهَا فيه، ولعلَّ ما كتبته مِنْ ذلك وَهْمٌ، والله أعلم، وهو معنى صحيحٌ، مجمعٌ عليه، لا يحتاجُ إلى روايةٍ ولا شاهدٍ.

الحديث العاشر: تحريم وصل الشعر على النساء، وشواهده مشهورة، ولا أعلمُ فيه خِلاَفَاً على سبيلِ الجُمْلَةِ (١).

الحديث الحادي عشر: " العَيْنَانِ وِكاءُ السَّه " (٢)، وهو مروِيٌّ عن عليٍّ عليه السلامُ، رواه أبو داوود عن عليٍّ عليه السَّلامُ، والَّذي عن معاوية هو مذهبٌ معروف عَنِ العُلماء.

القسم الثالث: ما يُوَافِقُ مذهبَ المعترِضِ من حديثه، وفيه أحاديثُ.

الحديثُ الأول: حديث " لا تَنْقَطعُ الهِجْرَةُ " (٣) رواه عنه أبو داوود،


(١) تقدم تخريجه في ص ١٦٣ - ١٦٤.
(٢) رواه أحمد ٤/ ٩٧ من طريق بكر بن يزيد، والدارمي ١/ ١٨٤، والبيهقي ١/ ١١٨ من طريق بقية، والدارقطني ١/ ١٩٠ من طريق الوليد بن مسلم، ثلاثتهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس الكلاعي، عن معاوية ...
وحديث علي رواه أبو داوود (٢٠٣)، وابن ماجة (٤٧٧)، وأحمد ١/ ١١١، والدارقطني ١/ ١٦١، والبيهقي ١/ ١١٨ من طرق عن بقية بن الوليد، عن الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " العينُ وِكاءُ السَّهِ، فمنْ نامَ فليتوضأْ ". وسنده حسن كما قال ابن الصلاح، والمنذري، والنووي. وبقيةُ صرَّح بالتحديث عند أحمد، فانتفَت شبهةُ تدليسه.
و" السَّه ": قال ابن الأثير: السَّه: حلقةُ الدُّبُر، وهو من الاستِ، وأصلها سته بوزن فرس، وجمعها أستاه كأفراس ... ثم قال: ومعنى الحديث أن الإنسان مهما كان مستيقظاً، كانت استُه كالمشدودة الموكى عليها، فإذا نامَ، انحلَّ وكاؤها، كنى بهذا اللفظ عن الحدث وخروج الريح، وهو من أحسنن الكنايات وألطفها.
(٣) رواه أبو داوود (٢٤٧٩)، وأحمد ٤/ ٩٩، والدارمي ٢/ ٢٣٩، والنسائي في " الكبرى " كما في " التحفة " ٨/ ٤٥٤ من طريق حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، عن أبي هند البجلي، عن معاوية، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تنقطعُ الهجرةُ حتَّى تنقطعَ التوبةُ، ولا تنقطعُ التوبةُ حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها ". وأبو هند البجلي: قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>