للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللغويين، وأهل التفسير، وسائر علوم الإسلام؟!

فإن قلت: كلُّ أهل الفنون الإسلامية قد مارسوا الكلام ما خلا (١) المحدثين لم يُستفد إلاَّ إعلامُ الغير بأنك معانِدٌ، وإن اعترفت بعدم ممارسة الأكثرين منهم (٢)، وإن مارس بعضهم فكذلك المحدِّثون قد مارس بعضهم دون الأكثرين منهم، ولم ينفعهم هذا من داء البَلَهِ، وجمود الفطنة، وسوء الأذى، وفُحش السخرية، والكِبْرِ، ويلزمُكَ أن تُشْرِك سائر علماء الإسلام في ذلك الملام ما خلا أهل الكلام، وما أقبح ما يجُرُّ (٣) إليه هذا الجهلُ من الكبر الفاحش (٤)، فإنَّه قد ثبت في الحديث الصحيح " أنَّ الكِبْرَ غَمْصُ الناس " (٥) وهذا غمص (٦) أئمة الناس، فاستعذ بالله من الجمع (٧) بين النقص والكبير فإنَّ تكبُّر النَّاقص أفحشُ من تكبر الكامل، ولهذا كان الفقير المتكبِّرُ من أبغض الخلق إلى الله كما ورد في الصحيح (٨)، فكيف إذا كان كِبْرُهُ على من هو خيرٌ منه، وقد ورد


(١) في (ش): سوى.
(٢) ساقطة من (ش).
(٣) في (ش): جَرَّ.
(٤) في (ش): والفحش.
(٥) تقدَّم تخريجه في ٢/ ١٢٩، وغمص الناس -بالصاد المهملة-: احتقارهم، وفي (ش): " غمط "، بالطاء المهملة، وهو بمعنى الغمص، وكلاهما جاءت به الرواية.
(٦) في (ش): غمط.
(٧) في (ب): الجميع.
(٨) أخرج أحمد ٢/ ٤٨٠، ومسلم (١٠٧) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة لا يُكلِّمُهم اللهُ يوم القيامة، ولا يزكّيهم ولا ينظرُ إليهم، ولهم عذابٌ أليم: شيخ زانٍ، وملِكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر ".
وفي الباب عن عصمة بن مالك عند الطبراني ١٧/ (٤٩٢)، وعن سلمان عنده أيضاً (٦١١١). قال الهيثمي في " المجمع " ٤/ ٧٨ عن الأول: إسناده ضعيف، وقال عن الثاني: رجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>