للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معه في كُلِّ صلاة، وقَرَنَهُمْ في حديث الثقلين (١) بكتاب الله، ووصى فيهم، وأكَّدَ الوصاة، بقوله: " الله، الله ". خرَّجه مسلم فيما رواه، وزاد الترمذي وسِواه: بشراه لذوي قُرباه، إنهما لن يفترقا حتى يلقياه.

ولمَّا أهَبَّ اللهُ سبحانَه لهم أرْوَاحَ الذِّكرِ المحمود في جميعِ الوجود، بذكرهم في الصلواتِ الإلهية، ومع الصلواتِ النبوية، فلازم ذكرهم الصلوات الخمس، والصلاة على خيرِ مَنْ طلعت عليه الشَمس. كان ذلك إعلاناً ممن له الخلقُ والأمرُ، وإعلاماً مِمن لا يُقَدِّرُ لجلاله قَدْرٌ، أنَّهُ أراد أن يَهُبَّ ذكرُهم مَهَبِّ الجَنُوب والقَبُولِ (٢)، وأن لا يُنسى فيهم عظيمُ حق الرسول، لا سِيَّما وقد سبق في علمه سبحانه: أن


(١) وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - حديث طويل: " ... وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: " وأهل بيتي، أُذَكَّركم الله في أهل بيتي " ثلاثاً، رواه مسلم (٢٤٠٨) وأحمد ٤/ ٣٦٦ و٣٧١، والدارمي ٢/ ٤٣٢، والفسوي في " تاريخه " ١/ ٥٣٧، والطبراني في " الكبير " (٥٠٢٨) و (٥٠٤٠) عن زيد بن أرقم، وعنه قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: " إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي: أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض " رواه الحاكم ٣/ ١٤٨ وصححه ووافقه الذهبي، والطبراني في " الكببر " (٤٩٨٠) والفسوي في " المعرفة والتاريخ " ١/ ٥٣٦، وهو صحيح، ورواه الترمذي (٣٧٨٨) وقال: حسن غريب، أي بشواهده، فإن في سنده عطية العوفي، وهو ضعيف، وفي الباب عن زيد بن ثابت عند أحمد ٥/ ١٨١ و١٩٩ والطبراني في " الكبير " (٤٩٢١) و (٤٩٢٢) و (٤٩٢٣) وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد ٣/ ١٤ و١٧ و٢٦ و٥٩، وسنده حسن بالشواهد، وعن جابر عند الترمذي (٣٧٨٦) والطبراني (٢٦٧٨ - ٢٦٨٠) وفيه زيد بن الحسن الأنماطي وهو ضعيف، لكنه يتقوى بشواهده، وانظر " مجمع الزوائد " ٩/ ١٦٥، وعن حذيفة بن أسيد عند الطبراني في " الكبير" (٢٦٨٣) و (٣٠٥٢) قال الهيمثي في " المجمع " ٩/ ١٦٥: وفيه زيد بن الحسن الأنماطي، قال أبو حاتم: منكر الحديث، ووثقه ابن جان، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات، وانظر " المجمع " ١٠/ ٣٦٣.
(٢) في (أ): القَبُول والجَنُوب، والقبُول من الرياح: الصَّبا، لأنها تستدبر الدَّبُور، وتستقبل باب الكعبة، والجَنُوب: ريح تخالف الشمال تأتي عن يمين القبلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>