(٢) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية ١/ ٢١٣: نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه ثورية لما يقصدونه من التنقص، فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا، يقولون: راعِنا، يُورون بالرُّعونة كما قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} ... ويقول القاسمي رحمه الله في تفسيرها ٢/ ٢١٥ - ٢١٦: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا} للنبي - صلى الله عليه وسلم - (راعنا) التي تقصدون بها الرعاية والمراتبة لمقصد الخير وحفظ الجانب، فاغتنمها اليهود لموافقة كلمة سيئة عندهم، فصاروا يلوون بها ألسننهم، ويقصدون بها الرعونة، وهي إفراط الجهالة، فنهاهم عن موافقتهم في القول منعاً للصحيح الموافق في الصورة لشبهه من القبيح، وعوضهم منها ما لا يتطرّق إليه فساد، فقال: وقولوا انظرنا فأبقى المعنى وصرف اللفظ أي: انظر إلينا بالحذف والإيصال أو انتظرنا على أنه من نَظَرَه، إذا انتظره. وانظر " جامع البيان " ٢/ ٤٥٩ - ٤٦٩. (٣) في (ش): كيف. (٤) أخرج البخاري (٥٠٣٢) و (٥٠٣٩)، ومسلم (٧٩٠)، وأحمد ١/ ٣٨٢ و٤١٧ و٤٢٣ و٤٢٩ و٤٣٨ - ٤٣٩، والترمذي (٢٩٤٢)، والنسائي ٢/ ١٥٤، والطبراني ١٠/ (١٠٢٣) و (١٠٤١٥) و (١٠٤٣٦) و (١٠٤٣٧) و (١٠٤٤٩)، والحاكم ١/ ٥٥٣، والبغوي في " شرح السنة " (١٢٢٢) من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيتُ آية كيت وكيت، بل هو نُسِّيَ واستذكروا القرآن، فإنَّه أشدُّ تَفَصِّيّاً من صدور الرجال مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِها ". =