للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على محبة القدح في أئمة الدين، وخالفوا المحمود من طرائق المتَّقين في الذب عن الغائبين (١).

وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبِّ الأموات (٢)، وذكر مساوئهم (٣)، فهذا فيمن له مساوىءُ تُذكر، وذنوبٌ تُستنكر، فأمَّا الافتراء على أهل الرتب الرفيعة، والجرأة على القدح فيهم والوقيعة، فليس يرضى بذلك لنفسه متَّقٍ متحرِّزٌ، بل (٤) ولا عاقلٌ مميِّزٌ، فبادِرْ بالتوبة من ذلك إن كان لك في الفلاح نصيب، فإن الله تعالى يقبل توبة (٥) العبد المنيب.


(١) في (ب): المؤمنين.
(٢) أخرج أحمد ٦/ ١٨٠، والبخاري (١٣٩٣) و (٦٥١٦)، والنسائي ٨/ ٣٣ من حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ".
ورواه من حديث ابن عباس: النسائي ٨/ ٣٣، ومن حديث ابن عمر: الطبراني في " الكبير" ١٢/ (١٣٦٠٥)، ومن حديث الميرة بن شعبة: أحمد ٤/ ٢٥٢، والترمذي (١٩٨٢)، وانظر " مجمع الزوائد " ٨/ ٧٦.
(٣) أخرج أبو داود (٤٩٠٠)، والترمذي (١٠١٩)، والحاكم ١/ ٣٨٥ من حديث ابن عمر رفعه: " اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم "، وفي سنده عمران بن أنس المكي، وهو ضعيف، ولأبي داود (٤٨٩٩) بإسناد صحيح من حديث عائشة مرفوعاً: " إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه ".
وأخرج الطيالسي (١٤٩٤) من طريق إياس بن أبي تميمة عن عطاء بن أبي رباح أن رجلاً ذكر عند عائشة، فلعنته أو سبته، فقيل لها: إنه قد مات، فقالت: استغفر الله له، فقيل لها: يا أم المؤمنين، لعنتِه ثم استغفرتِ له! فقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تذكروا موتاكم إلاَّ بخير ".
وأخرجه النسائي ٤/ ٥٢ عن إبراهيم بن يعقوب، حدثني أحمد بن إسحاق، حدثنا وهيب، حدثنا منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن عائشة قالت: ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - هالك بسوء، فقال: " لا تذكروا هلكاكم إلاَّ بخير ".
(٤) سقطت من (ش).
(٥) سقطت من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>